-الفصل الثامن عشر: بحق عينيك-

56 7 32
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

ظن سيهون أن الأمور لن تسوء حقا.
لكن شيئا لم يكن بأحسن أحواله.

عاد والده للمدينة وعاد لوهان لمنزله.

ولم يظهر منذ ذلك اليوم. لم يرى طيفه منذ أن غادر بيتهم متمايلا ومتسخا بقيئه.

لم يره أبدا منذ أن رآه ينهار مجددا فاقدا لوعيه بين ذراعي والده الذي فتح الباب لأجله.

كان قلقا.
كانت فكرة تهرب لوهان منه مقلقة وكان محقا حين لاحظ تهربه بالفعل. لم ينظر لوهان لوجهه أبدا بعدها.

لا في طريق أشجار اللانتانا حين ناداه ولا في الكنيسة حين جاوره ولا حين عرض عليه أن يشاركه الغداء ولا حين قابله بعد الصلاة.

غاب لشهر بعد ذلك اليوم، وتلاشى أثر الجرح تماما.

لكن لا يبدو أن ذلك لم يترك أثرا بقلبه.

"بيتروف"

نودي سيهون وارتجف جسد لوهان لذكر الإسم، أخفض وجهه حتى كاد عنقه ينقصم وترك حضور بيكهيون يهدئ من روعه.

"ماذا تريد منه؟"

هو يكرهه.
سيهون يكره هذا الأصهب بشدة.
يكرهه لدرجة هو بحد ذاته عاجز عن استيعابها.

يكره وجوده، يكره صوته وشكله ونظراته المبهمة.
يكره ثقل حضوره وقوة مواجهته للجميع، يكره قسوته المبطنة بالحديث ونظرة عينيه المعتمة، يكره أنفاسه الهادئة الرتيبة ويكره الألوان المحايدة التي يرتديها.

يكره أنه يتخبط ويتوتر حين يحضر..
ويكره أن بيكهيون يعرف ذلك جيدا.

"لقد.. أردت الحديث معه"
"لوهان اذهب لأبي"

أمر بيكهيون بهدوء وأومأ الأصغر طوعا ليستدير مسرعا خطاه إلى حيث يقف والده وسط الحشد الصغير المتبقي من الناس. استقبله والده بعناق جانبي ضيق وابتسامة عذبة مطمئنة واختبأ هو تحت ذراعه وقرب جسده.

فأمال بيكهيون رأسه وحال بوقوفه بين سيهون وبين هيئة شقيقه ليواجه عينيه المذنبتان بأعين مؤنبة حانقة.

"تتحدث بشأن الرصاصات التي كان عرضة لها أم بشان الجرح الذي أفقده وعيه؟"

فأخفض وجهه بذنب وزم شفتيه دون الرد، يبدو أن لوهان يملك شخصا يثرثر له بعد كل شيء.
لابد أنه اشتكى طوال الشهر الماضي.

"ابق بعيدا عن أخي بيتروف، إياك أن تمس منه إنشا أو تأخذه لبيتك مجددا. لقد توسلني كي لا أبرحك ضربا، لكن بالمرة القادمة أنا سأتاكد من أنك لن تبصر شمس اليوم التالي"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن