-الفصل الثالث والأربعين: تلاطم أفئدة-

47 6 60
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

النظر لعيني هانا بات أشد صعوبة مما كان.

قلبه أثقل مما كان.
الحياة برمتها تطبق على أنفاسه لكنه متماسك لأجل سيهون.

لأجل محاولاته اليائسة بأن يزرع شيئا من الحياة فيه، شيئا من البهجة.

هو يشعر بالتعب لأنه يشتد وهنا وضعفا كل يوم، لأنه عاجز عن تزييف بهجته أو تبني مشاعره لا تخصه لوقت أطول.

ولأن سيهون يحاول..

استيقظا اليوم وكان ديان تحت المبنى وبوق سيارة والده يصدح ليزعج كل النائمين إلى جانب صياح نوح المنادي بأسمائهما.

قررا بشكل مفاجئ أن يذهبوا للبحر نظرا لدفء الأجواء.. وكان لوهان ضائعا كفاية ليتمكن من تجهيز نفسه لما يجري.

لكن سيهون تولى الأمر.

وهو مع سيهون حيثما ذهب، ربما يتعافى برؤية البحر. ربما يتمكن من معايشة أفكاره والتصالح معها وربما ينساها.

الهواء بارد لكن الشمس أدفت جسده بألسنتها الساخنة. الصخب يحيطه من كل صوب، ديان يصيح بكلمات الأغنية ونوح قربه يفعل المثل بينما يلوح بكفيه في المساحة المتوفرة أمامه.

هانا تميل على سيهون وتغني بدورها ببهجة فيما سيهون يجاري أفعالهم بغناء بضع كلمات يعرفها.

هو سعيد على حد ظنه.
في هذا الحيز الدافئ قرب سيهون يترقب ابتساماته الناعمة وقهقهاته الدافئة ويستشعر التربيتات الخفيفة التي يتركها على ركبته بين الفينة والأخرى.

لم ينسه رغم كل شيء.
لم ينسى وجوده أبدا رغم أنه يلزم الصمت التام وينتظر وصولهم لوجهتهم وحسب.

"اوه..!! هيا هيا.!!"

صاح بها ديان وأوقف محرك السيارة قبل أن يفتح نوح بابه وينزل سابقا الجميع ركضا على الرمال.

رمش لوهان بتفاجؤ ونظر إلى يساره ليبصر مغادرة هانا بدورها بينما تصيح على ديان بأن يحذر من الصخور.

هو يسمع صدى صراخهم المبتهج الخافت المبتعد.

يعلم وبطريقة ما أن كل شيء بخير.
لكن شعور التكذيب الذي يكاد يقتله موجود ولم يرحل. ضئيل لكن موجود.

فاستدار سيهون ينظر له بعد أن كان قد تقدم نحو الباب بنية النزول، ابتسم بوجهه مطمئنا وعاد إلى مكانه مجددا قربه مرخ كفه على كتفه وهامسا بنبرة شديدة الحذر والرفق.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن