-الفصل الحادي والثلاثين: حب قاس-

44 5 49
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"في النهاية أمثال هؤلاء يستغلون طبيعتك الصالحة"

كل الآباء هنا. كل الأهالي دون صغارهم في الكنيسة لمحاضرة دينية تربوية أخرى، واحدة كان القائم عليها هو سيسيان وأحد المنصتين لها هو كريستيان الذي كذب ما يسمع بكل ما به من وعي وصدمة.
استنكر الطاعة العمياء التي أبداها الجميع حوله.

وما كسر أمله بأن يأخذ الحديث منعطفا أفضل هو متابعة سيسيان لجملته الحمقاء تلك بأخريات أشد حماقة وسوءا.

"لذا يكون عزلهم هو الطريقة الأفضل. احتكارهم والتخلص من مفتاح الحرية المزعوم.."

مفتاح حرية؟
هل هذه محاضرة تربوية حقا كما يفترض بها أن تكون؟
لأن تلك النظرة المختلة بعيني سيسيان توحي بكل شيء عدا ذلك. بسمته المجنونة المنتصرة أشعرته بأنه قد اقتحم اجتماعا سريا لطائفة تعبد الشيطان لا الرب.

"هناك واحد في كب عائلة.."
"ناكر وساذج.."

تمتم أحد الجالسين يوضح مقصده واتسعت بسمة الأشقر فيما ارتخت نظرته بارتياح لإدراكه أن حديثه قد نخر عقولهم بالفعل.

"لا يأبه حقا بما قد تمرون به لأجله"

من ذاك الواحد الذي يعني؟
بالطبع هو لا يتحدث عن طفل في كل هذا.

"دهسهم وكسرهم هو وسيلة الطاعة، حينها فقط يرضخون.."

من هم؟
من يكونون؟
تخبطت أنفاس كريستيان، اشتدت عقدة حاحبيه وضرب الصداع جانبي رأسه بصدمة. كان يعرف أن سيسيان مجنون.

لكن لهذا الحد؟!

"قد ينعت البعض ذلك بالقسوة لكن.. أنا أدعوه بالحب.."

تلاشت بسمته ولم تعد تجد لنفسها مكانا على شفتيه حين تلاقت عيناه بحدقتي كريستيان المكذبتان. حين مال رأسه وأعتمت عيناه ونطق ما تلى بنبرة أشد ثقلا وثباتا.

"حب قاس لا أكثر"

لا يذكر كريستيان كيف غادر حينها. كيف تصرف جسده دون إرادة وهرب من عينيه. لكنه فعلها وقرر أن لا يكرر فعلته بحضور شيء سيسيان طرف به.

"حب قاس مؤخرتي.. ذلك المجنون أفقد أبي صوابه"

لعن جوزيف بعد أن تهرب من موجة صراخ والده وغضبه بالهرب مختبئا هو وليان على حدود الغابة.

سمع والده يكرر ذلك، وهو يعرف تحديدا من قد يقول كلمات كهذه. لقد كرر والده اسم سيسيان بالأيام القليلة الماضية لدرجة أنه أراد أن يفتعل حريقا يلتهمه هو وعائلته كلها.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن