-الفصل الثامن والثلاثين: حر الروح أم البدن؟-

30 5 80
                                    


⚠️سيتم تضمين مشاهد تشير إلى الإنتحار وإيذاء النفس.

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

حسب سيهون أن كل شيء قد انتهى.
لوهان هنا ووالده بعيد وكل شيء هادئ ورتيب.

كان السكون مربك ومخيف بالرغم من ذلك، لأنه يعرف أن سيسيان لن يدع هذا يمر.

ومجددا.. كان محقا..

وها هو ذا في الزنزانة ذاتها يشد على رأسه بكفيه ويضم ركبتيه لصدره كمحاولة منه لكبح لسانه وأعصابه والتحكم بتصرفاته قدر الإمكان.

أراد أن يشخر ساخرا فور أن تلى الضابط التهمة على أسماعه.. لكنه كان مشغولا أكثر بمحاولة التبرير وإنطاق لوهان الذي ظل متجمدا متخشبا في بقعته يحدق بالموقف بأعين خاوية فقدت أملها بالحياة برمتها.

لم ينطق لوهان بشيء.

هو ظل هناك يغرق في عواصف الذعر المدوية في رأسه، يتخبط بين أمواج يأسه المتلاطمة ويحاول.. يحاول أن يعود للواقع ويخرج من غمامة حزنه الدائمة.

فقد أمله برمته..
وهذا ما دفعه للمشي بقدميه إلى والده ليمسك بيده ويشده للبيت.

في نهاية المطاف عاد كل منهما إلى زنزانته.

شهر.

لقد استغرقهما الأمر شهرا ليتشتتا ويفترقا مجددا. شهر تعافيا به وحسبا أن الكون قد استسلم وتركهما في حال سبيلهما بالفعل.

شهر كان والده يترقب به البيت دوما كما لو أنه يتصيد الفرصة المناسبة لإيذائهما..

لكن هل الشهر كافٍ لتنهي هانا تأثيث الشقة؟
على الأقل عليه أن يبيت على سرير حين يهرب أخيرا.

هل هو كاف ليتعافى لوهان تماما؟
هل التعافي خيار حتى وهو حبيس ذلك البيت يين يدي ذلك القس المختل؟

هو لا يظن.

لكن إن كان نفوذ سيسيان سائد لهذا الحد.. فسيكون التوسل هو الحل الباقي.

لذا جثى على ركبتيه ووجه حديثه لأول ضابط مر قرب الزنزانة، كان ذاته الذي ألقى به فيها بالفعل.

"سيدي أتوسل إليك.."
"ماذا الآن بيتروف..؟ وجدث جثة في قبو بيته أم رأيته يدفن واحدة؟"

استهزا من فوره بانزعاج ونفى الأصغر مثقل مما قيل.

لقد رأى آثار جريمة قتل كاملة على بدن لوهان. هل هذا يحتسب؟

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن