-الفصل التاسع والعشرين: أنت محطم-

35 5 44
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"ألا تظن.. أنني أكثر من يتأذى؟"

سأل لوهان بهدوء وحيرة، وجهه يبوح بحقيقة قوله وكل جرح يشي بالكثير. أنفاسه مرتعشة ضعيفة ولولا الدواء الذي أعطته إياه والدة سيهون لما استطاع المشي حتى.

فالتفت سيهون نحوه باستنكار ونظر إلى كفه المرتعش حين ارتفع ليمسح دموعه خوفا من أن تلسع جراحه.

"ماذا؟"
"أنا.. أنا أموت أمامك سيهون، لكنك.. تطلب مني أن أصبر قليلا.. إلى متى؟"

سأل بيأس والتفت نحوه أخيرا ليشيح الآخر بنظره عنه فورا. لا يريد أن يرى الألم الذي تركته كل ندوبه وكدماته.

لا يريد أن يتلقى اللوم وحده.

"حتى أجد طريقة نهرب بها للعاصمة، انتظر قليلا فقط"
"لكن.. أبي سيقتلني سيهون"

باح بضعف وارتجفت نبرته بينما أمال رأسه بضعف.
أدار نفسه نحوه واستمر سيهون بتلافي النظر إلى وجهه تماما.. وهذا وحده كسر قلبه.

"إن لم يقتلني فسأموت أنا مما يفعل بي . سيهون انظر إلي.. أنا لا أملك إنشا سليما بجسدي، لا جزء مني لا يحمل أثرا سيهون. لقد تعبت"
"سنجد حلا"

وتهرب من شعور الذنب الذي يكاد يقتله بالنهوض فجأة.
ليهرب.. يريد أن يهرب من هذا اللوم، لا يظن أنه الملام الوحيد.. لا يفترض به أن يلام هكذا.

وفور نهوضه نهض لوهان بتعب وحدق بظهره باستنكار قبل أن يناديه بحرقة لابتعاده بالفعل دون النظر للوراء.

"لماذا تكره النظر إلي..؟!"

فتوقف.
وانقبض قلبه بقسوة حين أدرك أن لوهان لحظ ذلك بالفعل. لحظ الطريقة التي يحاول بها النظر لأي شيء عدا جروحه.. ككل مرة.

"هذا كله بسبب ما نفعل، هذا كله لأنني أردت أن أثق بك سيهون. لقد كنت بخير حين ظننت أن لا أحد هناك لينقذني، لماذا جئت إن كنت ستتركني أتأذى مجددا؟!"

وعجز سيهون عن كبح كلماته أكثر، لم يرد أن يُرى الأمر هكذا، لم يرد أن يظن لوهان أنه لن يحميه لأنه يفعل.
هو يريد حمايته، لكنه لا يستطيع حمايته حين يكون بمنزله، ولا يمكنه أن يصطحبه معه لأنه لا يدري متى سيظهر والده مجددا وماذا سيفعل سيسيان هذه المرة ليستعيده ويبعده عنه..

كلاهما يملك أسبابا..

"لماذا تتحدث كأنني الملام الوحيد هنا؟"
"لانك تشبثت بي أولا، أنا لم أرد أن أخوض شيئا أنا مدرك لعواقبه سيهون"
"لما خضته إذا؟!!"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن