-الفصل السابع والثلاثين: لُقيا-

28 5 53
                                    


⚠️سيتم التلميح للعنف الجسدي

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

الصمت يقتله.
أعصابه كلها تغلي وروحه تستعر كلما رفع رأسه وأدرك أن والده باقٍ بالفعل كما قال.

لقد قرر أنه لن يرحل.
أخذ إجازة مطولة من عمله وبقي هنا ليربيه كما ادعى.

وتساءل سيهون حقا لمَ يظنه مخطئا حتى.
لمَ لا يسأله هو بشأن مصداقية ما قيل؟
لمَ لا يصدقه أبدا؟

إن كان والده يكذبه لهذا الحد.. فكيف هو الأمر مع لوهان؟

هل.. هل هو حي؟

"أنت تعلم أنني لست مخطئا.."
"الكل يقول أنك مخطئ"

رد والده فور أن سمع صوته، كما لو أنه ينتظر نطقه بشيء ليبدأ الجدال.

فنهض عن المقعد الذي هو جالس عليه بأبعد زاوية عنهم وسلاحه لازال يتأرجح بكفه كاستعداد تام لقتل من يعارضه.

"وأنت صدقت الكل وكذبتني؟"

سأل بحسرة.
ومجددا.. والده قرر كسره بكلماته عوضا عن تكسير عظامه بيديه.

"الكل اتفق على الأمر إذا أنت كاذب"
"أنا أكرهك"

همسها بتعب وضم رأسه بكفيه تاركا لوالدته المساحة الكافية للمسح على ظهره والتربيت عليه.

"وأنا لا أهتم كما ترى. اكرهني"

كل الأبواب موصدة.
كل السبل..

وهو عاجز لهذا الحد دون قيد يطوق كاحله أو سوط يمزق جلده أو أيد تشد على عنقه الخناق.

فماذا عن لوهان؟
كيف يعيش الآن؟

"إن كنت تكره سيسيان فما دخل ابنه بالأمر؟"

سأل كمحاولة منه بأن ينال طرفا للقصة، أي تلميح يدله الى ما جرى.

لكنه لم ينل أي شيء عدا نظرة حاقدة مربكة وهسهسة حانقة ارجفت أوصاله.

"أنا أحميك منه ومن ابنه"
"أنت تؤذيني بأفعالك..!"

جدال إضافي قد يخسر به حياته لكنه خاضه رغم كل شيء.

"تضيق الخناق علي وتحاول تكبيلي. أنت تحمل سلاحا لن تطلق منه رصاصة نحوي فلماذا بحق الإله أنت هنا..؟!"
"يمكنني فعلها إن أردت"

رد الأكبر ينفي عجزه.
ومنح ذلك ابنه جرعة أكبر من الثقة لينهض من بين يدي أمه يواجه ثبات والده بحزم.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن