-الفصل الثامن والعشرين: متى سنرحل؟-

36 5 69
                                    

⚠️سيتم ذكر مشاهد تجسد العنف الجسدي

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

يظن الجميع أن لوهان لم يملك أي صديق طوال سنين حياته الماضية، لوهان بنفسه ينسى أحيانا أنه كان يملك مجموعة أصدقاء.

لأنه لا يدري حقا إن كان يفترض به أن يدعوها بذلك.

لربما كانو هم أصدقاءه، لكن هل كان هو صديقهم؟

شعور أن يحصل على أول مجموعة في الروضة، أول أصدقاء وأول علاقات خارج نطاق بيتهم الواسع الخاوي كان رائعا.

كان سعيدا، يجلس حولهم حتى إن لم يشارك بالحديث. هو فقط يبقى قربهم ويستمع لحكاياتهم وتفاخرهم بالهدايا التي ينالونها قبل أن يبدأوا باستعراض وجبات غدائهم المثالية.

لم يملك هو وجبة مثالية.
كان يحصل على شطيرة مربى أو جبن وبعض الفاكهة المقطعة في علبة غداءه فقط. كان ذلك كافيا له حقا وكان يسد جوعه حتى يعود للبيت ويأكل ما قد يتواجد على مائدة العشاء.

لكن لا يبدو أنهم يظنون ما يظنه.

ألقى جون بعض التعليقات لكنه لم يفكر بالأمر كثيرا، استهزأ ليان من شكل شعره مرة رغم أنه كان مرتبا ومسرحا حين غادر البيت. لقد بعثره الهواء لكنهم لم يصدقوه حين برر ذلك.

وجوزيف كان يتجنب الحديث معه. يتشبث بجون ويسحبه نحوه كلما حاول لوهان المشاركة بالحديث.

لم ينتبه لوهان أبدا لذلك.
كانت أعوامه الخمس من الوحدة كافية ليظن أن أناسا مثلهم أصدقاء.

لا يدري حتى كيف على الصداقة أن تكون لكنه كان يشعر بالسعادة. في كثير من الأحيان كان يستشعر تلك النغزة التي تغمر صدره لكنه كان سعيدا.

استمر ذلك حتى عاد للبيت يبتسم بوسع حاملا حقيبته على الدرج صعودا إلى غرفته لينهي واجباته قبل أن تنتهي والدته من إعداد العشاء.
فسكب ما تحوي الحقيبة على سريره.. ووسط الكتب كانت هناك ورقة صفراء صغيرة مجعدة.

فالتقطها بابتسامته الواسعة ذاتها، فردها وتهجأ الحروف أثناء سقوط ابتسامته بكل حرف.

قرأ ذلك..
وبهت وجهه بوهن، نظر لكتبه.. وفكر إن كان وجودها مقصودا.

لكن.. بالنظر لما بها فلا يبدو أنها مقصودة.
لقد سقطت في حقيبته سهوا.

هو فقط جعدها مجددا ودسها في جيب شورت الروضة القصير الكحلي قبل أن يمسح الدموع عن وجنتيه بكف مرتعش سارع بالبحث عن أقلامه الملونة لينهي الواجب.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن