-الفصل الخامس والثلاثين: غادر كياني-

39 5 79
                                    

⚠️سيتم تضمين مشاهد دموية تجسد العنف. يشمل ذلك ذكر بعض التصرفات المتطرفة من الشخصيات والتي قد لا تناسب البعض.

◽سأحذر مجددا قبل ذكر الأمر لأن التفاصيل قد تكون أقسى من المعتاد.

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

لا يمكنه استعادة نفسه.
عانى ليعود.
عانى ليرتمي بين ذراعي سيهون دون أن يفكر بأن أذى قد يبلغه وهو بينهما، عانى ليتلقى قبلاته دون أن يتحسر لأنه قد يخسر شعورها في يوم ما.

انهار كل ليلة، كل لحظة وكل يوم.
تهشمت آماله كلها، وهو متعب.
سيهون لا يعرف.. لا يملك أدنى فكرة عن شعوره الآن، على الأرجح هو يظنه قد تخطى ما جرى وتركه يمضي.

مضى شهر وقلبه لم ينسى..
روحه لم تتعافى.

ثقته لازالت متزعزعة ويأسه أقوى من أمله.

ولم يحدث شيء عدا أنه ذهب للمدرسة مثقل دون أي هدف يذكر.
متأخر حتى بدراسته، الكل يسبقه ببضع خطوات طويلة هو عاجز عن اتخاذها حتى.

هو شاب بالسابعة عشر، عالق ببدن مراهق بالخامسة عشر، قلب طفل محتاج وحيد وبيت بارد لا يرحب به.

هو بتشتته عاجز عن الاندماج مع الفتية في صفه حتى، الفتية بالعام الأول من الثانوي.

صادفه سيهون في طريق العودة، لكنه لا يظنها صدفة، على الأرجح انتظر خروجه.

وها هو ذا..
يهذي..

"لقد.. لقد كنت بخير قبل قدومك"

صرح بعد ليال من الأرق وموجات من الألم وضربات موجعة من أبيه. صرح أخيرا واعترف بما يراوده.

نطق بعد عامين عد شهورهما ولياليهما باكيا.
لقد عد كل دقيقة مضت، من فبراير قبل عامين من الآن حين لحقه سيهون للكنيسة ليلا، وحتى فبراير هذا العام.. وسيهون يمشي قربه رجلا فيما هو عالق في نقطته ذاتها.

هو اعترف بحقيقة الأمر..
وهذا ما دفع سيهون للتوقف والنظر له بتفاجؤ.

لقد كانا يمشيان فقط، جنبا إلى جنب عائدين من المدرسة. توقفا أمام منزله وعرض عليه تناول العشاء معه ووالدته.. وقبل أن يخطو نحو السور حتى هو نطق بذلك.. فجأة ودون أي مقدمات.

فنظر سيهون إلى الجرح الواسع بشفته، نظر إلى تلك الكدمة على وجنته وإلى قميصه ذو الأكمام الطويلة الذي يخفي بها باقي كدماته.

وعاد ينظر إلى وجهه المحمر لاختناقه بكلماته وعينيه الدامعتان بتردد.

هذه الحقيقة لكنه أراد أن يبتلع كلماته فقط كما لو أنها لم تقل.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن