-الفصل التاسع والخمسين: ارحل-

29 5 36
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

نظر سيسيان لأماندا التي تتخبط في محيطه بفتور وضياع، تحمل الصحون وتضعها على المائدة بكفوف مرتعشة تجازف بإسقاط كل شيء.

عيناها لا تكفان عن البكاء على لوهان الذي لا يغادر غرفته التي أبقى أبوابها مفتوحة.

لقد حسبه سيغادر من النافذة لكنه لم يفعل.
حسبه سيهرب من الباب لكنه لم يتحرك من بقعته.

بل بقي بحجرته دون أن يجادل ويتوسل الرحيل.

هو هناك في الزاوية يحدق بسريره بأعين ذابلة مثقلة بالدموع والأحزان، بأجفان متجرحة وتجاعيد تحمل كل منها قصة مدمية.

تحت عينيه آبار من السواد، وبدنه برمته تشكل بهيئة هزيلة ضعيفة صغيرة تحاول الاختباء في شقوق الجدران.

لقد توقف عن ضربه فور أن أدرك خطأه وتمكن من استيعاب شناعة ما فعل، جاءه بالطعام الشهي كله إلى غرفته ووضعه أمامه.

لكنه لم يمس منه شيئا.
لقد نظر للطعام وإليه وأغمض عينيه داسا وجهه بين ذراعيه.

كررها ألف مرة وطمأنه بأنه يملك الحق بأكل هذا، أنه لن يؤذيه حين يفعل وأنه راض عنه الآن.

اعتذر، توسل واعترف بخطئه بصوت عال مسموع هذه المرة عوضا عن التبرير والحجج والتبجح.

عوضا عن ذكر سوء ما مر هو به هو قرر الإنصات للوهان والمحاولة.

حاول أن يصلح الأمر.

ومجددا.
لوهان لم ينطق بحرف.

لم يفتح ثغره للقمة التي مدها له، لم يغتسل كما توسله أن يفعل وارتجف بجنون حين حمله بنفسه للحمام ليساعده.

ظل يتخبط ويقاوم حتى سقط منه أرضا بضربة آذت ظهره ربما. وحين تقدم لمساعدته على النهوض تكور على نفسه أرضا وضم رأسه بذراعيه عله يقي نفسه ألم ضرباته.

انتهى الألم.
انتهت القسوة لكن لازال لوهان يعايشها ويخشاها.

لازال يعاني لينساها.

"لن يأتي للعشاء؟"

سألت أماندا دون أن تنظر إلى وجهه، دون أن تواجه عينيه. وهو يرى آثار أفعاله على تصرفاتها أيضا.

هو حقا يتساءل لم قرر الانصياع لرغبات أدريان دون التفكير ببيته وعائلته أولا.

كم كان من السهل استغلاله واستغفاله..

بطريقة ما تشافى جرح أدريان ومشهد موته.
شعر بأن موته كان مستحقا.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن