-الفصل الأربعين:لا تفسده-

29 5 45
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

لا يدري لوهان إلى أي حد كان هادئا حتى، لكن المكان خاو، الليل حل والحديثة فارغة، انهكه اللعب..

لكنه سعيد..

"تفضل"

أدير رأسه وأوقفت قدماه الأرجوحة التي كان يتمايل بها ببطء، وها هو ذا كوب من الشوكولاتة الساخنة وكيس ورقي أخرج منه سيهون معجنات دافئة.

مدى غادر حتى؟ متى أحضرها؟! من أين فعل؟
هو لا يدري..

"شكرا لك"

أمسك قطعة معجنات بالكف الحر فيما تولى الآخر إمساك الكوب الورقي. جلس سيهون على الأرجوحة المجاورة، بكفه حامل الاكواب الورقي الذي ترك خاويا قرب كيس المعجنات الفارغ أرضا.

تنهد سيهون بارتياح وتمايل ببطء شديد بينما يقضم من قطعة المعجنات الدافئة متسببا بتصاعد المزيد من البخار منها.

"واه إنها شهية"

نطقها بثغر ممتلئ وأومأ لوهان موافقا دون تذوقها حتى، قال سيهون أنها شهية.. هي شهية.

"هل استمتعت اليوم؟ أعني.. كان اليوم مزدحما بعض الشيء لم نستطع فعل الكثير. لكننا نملك كامل الوقت لنفعل.."

وأدير رأسه للأشقر الذي لازال ينظر إليه.
لا يكاد يصدق أن لوهان جالس قربه بالفعل، لا يكاد يصدق أنه معه دون أي خوف.

أنه هنا دون أن يقلق بشأن والده الذي ينتظر عودته. هو ليس هنا للزيارة أو التجول، هو هنا ليبقى.

"لا أكاد أصدق أنني معك"

باح الأصغر وأراح كفه بالكوب على فخذه، نظر للأمام ولمعت عيناه برهفة ، لم تكن هذه لمعة.. لقد كانت دموع. وبعث ذلك القلق في قلب الأكبر الذي أوقف تمايله وأنصت.

"إنه أشبه بالحلم، حلم دافئ.. واحد كنت أنسجه دوما هناك.."

ولم يذكر أين، لم ينطق كلمة منزل لأن ذلك لم يكن منزلا. لم يقل غرفتي لأن تلك كانت زنزانة.

ولم يستفسر سيهون أكثر.
منحه كامل الحق بأن يفكر بواقعية ما يحدث الآن.
وفكر حينها إن كان عليه البحث عن طبيب نفسي ليساعده على تخطي كل تلك المآسي.

هل هناك دواء لذلك؟ شيء يمحو كل ما يؤلمه؟
شيء يغسل رأسه من أتربة ذكرياته؟

"حين أراك، أنا.. أشعر أنني حي.. أنني حر. أن هذه كانت الحقيقة دوما.. أنني لم أتألم يوما"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن