-الفصل السادس والخمسين: كيف أقتل أبي؟-

29 5 26
                                    

⚠️ سيتم ذكر تصرفات عنيفة دموية ومتطرفة ومعتقدات خاطئة وأفكار مؤذية وغير صحيحة.

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"ربما الابتسام سيغير فكرته عنك، أنت تبدو وغدا دون أن تبتسم.."
"أنا لا أبتسم"

وضح يرفض اقتراحه.
أراد أن يضيف بأنه لا يملك سببا يبتسم لأجله، لا يملك أي شيء يثير بهجته قط.

وظهرت كلماته توقفه وتغير كل أفكاره.

"لكنك تبدو لطيفا حين تفعل"

تسمر الأصغر، رمش ببطء يكرر الكلمات بحذر وتركيز. وفور أن تمكن من استيعاب ذلك انتشر طيف رقيق للحمرة على بشرته وارتفع طرفي شفتيه ببسمة وديعة ابتسم الأكبر على أثرها مضيفا.

"ها أنت ذا.."

أراد أن ينفي الأمر.
أراد أن يذكر أدريان بمشهد يديه الدامية والجثث التي قتلها ودفنها. لكنه لم يستطع.

لم يستطع أبدا لأنه و بغرابة لم يشعر بأنه أجرم حتى.

لم يكن إلا ابن ليليانا الصغير.

لم يكن إلا طفلها المدلل المبتهج.

لأن أدريان نظر إليه كطفل وديع لا أكثر من ذلك ولا أقل. طفل بريء لا يعرف شيئا عن كل البشاعة التي تجري من حوله.

الطفل ذو الأعوام السبعة الذي كان يراقب.

وهو تأمل أن ينظر إليه كريستيان بالنظرة ذاتها.

لذا وبصعوبة هو ابتسم بوجهه حين لمحه بين صفوف المصلين يرمقه بحقد.

كانت بسمته متزعزعة وربما مثيرة للريبة لكنه حاول أن تبدو لطيفة قدر الإمكان.

باليوم التالي هو رآه يعبر أمام بيته بخطى ثقيلة رافضة ووالده يسبقه بخطواته ويتذمر بشأن رفضه المستمر فيما هو يتباطأ محاولا الابتعاد عنه بقدر استطاعته.

يومها رآه، تقابلت أعينهما ورفع كفه يلوح له ببسمة صغيرة مترددة.

ومجددا..
لم يلقى منه أكثر من تلك النظرة الحاقدة.

باليوم الثالث هو تراكض خلفه بخطى متوترة متخوفة، وازى خطاه وضم الإنجيل لصدره ليرسم ابتسامة مرتبكة زامنت بظهورها صوته المهتز الذي قرر الحديث لمن يجاوره متجاهلا وجوده برمته.

قرر المخاطرة وكسر حاجز الكره الغير مبرر بينهما.

"مرحبا.."
"ماذا تريد مني يا ابن العاهرة..؟"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن