⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆كانت آيات الانجيل تتلى بين الجدران العالية السميكة للكتدرائية الصغيرة في إحدى القرى المنسية على حدود موسكو.
ضي الشمس يتسرب من بين النوافذ المزخرفة بألوان متفاوتة بجمالها فيترك انعكاسات ملونة على كل ما يسقط عليه، التمثال المصلوب للمسيح منصوب بشموخ وأيدي القس تلوح لتزامن خطبته الطويلة لهذا اليوم.
الأنام مسدلي الأجفان في حالة مستكينة من الخشوع و الأيدي مضمومة قبالة الأوجه بهدوء.
"قد أشرق نور الحقيقة وهب نسيم الروض الإلهي وارتفع نداء الملكوت في جميع الأقاليم ونفخت نفثات الروح القدس في هوية القلوب، فوهبتها الحياة الأبدية. ففي هذا القرن البديع تنَور الشرق وتَعَطر الغرب وتعنبرت مشام الروحانيين، وارتفع علم الروح القدس. وإن كل إنسان منصف ليَشهد بأن هذا اليوم لهو يوم بديع، وأن هذا العصر لهو عصر الله العزيز. وعما قريب يصبح العالم جنة عليا"
وتبسم أشقر الخصال بخفة بينما يجول بقاتمتيه على كل إنسي جالس، على كل الأوجه الخاشعة. فأخفض كفيه ببطء بينما يجول أمام الجموع بخطى رتيبة بطيئة.
"لنطهر الأرض ونحيلها جنة علينا طمر الآثام والخطايا. علينا أن نعين بهِداية الأنام لطريق الهدى الذي رسمه الرب لعباده"
وجال بحدقتيه على كل وجه مسدل الجفنين.
وما استوقفه إلا ذاك الذي خالف الجميع بفعلته.
بقلب الصلاة و وسط خشوع الجميع كانت أجفانه مفترقة تكشف عن أحداقه الدخانية المحدقة بتيه في نقطة ما من المكان..متسلطة على نقطة ما خلفه.
فالتقى حاجبيه بعقدة خفيفة وتبع خط بصره بعد أن ظنه يحدق بتمثال العذراء خلفه، لكنه كان يحدق بما قابل التمثال.. بابنه.
ترك صلاته وخشع بتأمل ابنه. يبصره بنظرة مذهولة كما لو أنه يبصر الكون بتقاسيم وجهه وتفاصيله.تاه بآيايته وظل يتلو آيات الحسن في إنشات وجهه الشاحب.
فاشتدت عقدة حاجبيه ضيقاً وعجز عن إدراك هويته حين أطال النظر اليه أثناء صمته الطويل هذا، لكن بالنظر للمرأة الجالسة قربه ارتفع طرف شفته بسخرية حين تعرف عليه أخيراً.
وفي المقابل كان ابنه مسدل الجفنين وعقله بعيد كل البعد عما يقال، هناك ما ينقصه، هناك ما لا يجده بين هذه الايات وفي ثنايا خطبة أبيه اليوم.
وكل يوم.هناك ما ينقصه وهو عاجز عن إدراك ما هيته.
لا يجده بين آيات الإنجيل ولا بين حكايا أبيه عن الرب ولا بين أدعيته. شيء سُلبه قبل أن يناله حتى ..
فتنفس الاكبر بضيق لم تبده تقاسيمه واستدار، رسم خطواته ببطء حتى قابل ابنه الذي شد قبضتيه معا عله يكف من ارتجافهما شيء.
أنت تقرأ
TAKE ME HOME
Fanfiction⊹ ࣪ ˖ لقد عافيت روحًا لم يمسَّها البشَر إلا بالأَذى. كنتَ الوحيدَ الذي مسَّها بكلُّ هذا الحنان، الوحيدُ بينَ ألفِ إنسيٍّ وإنسيٍّ أذاني، كنتَ أنت من ضمَّني واحتواني كوِجدانٍ. كآدميٍّ، كإنسان. لم تُبصرني يوماً بطرفِ عينيكَ اشمئزازاً، لم تُبصرني كما لو...