-الفصل الستين: من يكون سيهون؟-

30 5 74
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

الهواء عليل، نقي وبارد يملأ صدره الذي كاد يتعفن من الهواء الخانق في غرفته. ضم ركبتيه لصدره يحاول حماية نفسه من البرد المحيط، وابتسم رغم شعوره بجلده يقشعر وبكفوف يديه ترتعش.

حقل التوليب وقت الغروب يبدو مثاليا دوما. ألسنة الشمس التي تداعب البتلات البيضاء الناعمة والغيوم التي تحوم في الأفق إلى جانب الطيور المحلقة فوق رؤسهما.

مشاعر مثالية في توقيت مثالي، ومع الشخص المثالي.

"هل فكرت بالزواج من هانا حين تكبر؟"

تمتم يفتتح الحديث أخيرا بعد موجة صمت طويلة غرق بها كلاهما، وومض سيهون لسؤاله بينما يشعر بدفء البقعة التي ثبت عليها كفيه منذ جلوسهما.

كان يمد إحدى ساقيه ويثني الأخرى بينما يرخي كلا كفيه خلف ظهره مائلا عله ينال المشهد الأفضل هكذا.

هو سرا أراد الاستلقاء لكن التراب سيزعجه لذا تجنب ذلك تماما.

لقد عرف أن الثلج سيهطل الليلة، الجو يزداد برودة لكن لوهان لا يبدو منزعجا من ذلك حتى. ربما كل الأماكن تعجبه مادامت بعيدة عن البيت.

"امم.. ربما حين أبلغ الخامسة والعشرين من عمري سأتزوجها.."
"بعد عشرة أعوام..؟"

تساءل لوهان بخفوت دون أن يلتفت إليه، وسمعه يهمهم في المقابل موضحا أثناء ميله للأمام ونفض كفيه من التراب بعد أن تشنجا من ثقل بدنه المائل عليهما.

"أجل، بعد عشرة أعوام سأكون قد تخرجت من الجامعة ووجدت عملا واشتريت منزلا وسيارة"

كان لوهان مذهولا، سيهون يملك حلمه ورغباته ويسعى بالفعل لتحقيقها كلها.

وهو هنا عالق يحاول أن يبحث عن الحقيقة والكذب في تصرفات أبيه وفي حياته الماضية والحالية والآتية.

"هل تريد أطفالا؟ أعني.. كم طفلا تريد؟"

سأله بفضول والتفت لينظر إلى وجهه المحتار الذي يدقق النظر في نقطة ما. رآه يزم شفتيه مفكرا قبل أن يبتسم بوسع ويجيب ذلك بثقة.

"أريد طفلة واحدة.."
"فتاة؟"
"امم"

أكد بإيماءة سريعة ووضح أسبابه للوهان الذي بادل بسمته ببسمة مشابهة وأعين حاولت رسم سيهون الطائش أبا لطفلة.

كان تخيل الأمر مستحيل ومعقد.

"واحدة فقط أدللها وأعتني بها وأمضي الوقت كله معها أنا وهانا"
"ألن تشعر بالوحدة هكذا؟ ستكون وحدها"

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن