-الفصل الثاني عشر: لا مفر-

71 7 11
                                    


⚠️سيتم ذكر مشاهد تجسد العنف المنزلي بشكل مفصل قد لا يناسب البعض

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

"أنت تطيل النظر بيون"

ظهر الصوت أخيرا ينبهه لحقيقة لفت فعلته انتباه الأطول، فومض بخفة لكنه تدارك ذلك من فوره بمواجهة عينيه بثبات والرد على ابتسامته بصوت رزين ثابت.

"أنا أرى إلى أي مدى يمكن للمرء أن يكون بشعا"
"كان عليك النظر للمرآة عزيزي"

ذكره أبراهام واتسعت ابتسامته حين قلب المعني عينيه بانزعاج وعاد يركز أنظاره إلى ما يفعل. الأوراق، العديد من الأوراق.

تنهد باستثقال مما يرى وأراح ظهره على المقعد ملق برأسه للخلف ليواجه بعينيه السقف الأبيض الخاوي.

"بجدية، بمَ تفكر؟"

تساءل الآخر بصوت هادئ هذه المرة وركز عينيه على ورقة الإمتحان التي يقوم بتصحيحها بكف فيما كفه الحر يحمل كوب قهوة غمرت برائحتها الأجواء لتتمازج مع الرائحة التي يحاول بيون تجاهلها منذ قدومه.

رائحة النيكوتين..

"أبراهام هل تدخن؟"
"امم أظنني فشلت بالتغطية على الرائحة هذه المرة"

تمتم المعني بهدوء دون أن يرفع عينيه إليه أو يمنحه شيء من انتباهه. فزم الأصهب شفتيه، ترقب فعلته واعتدل يستند بمرفقيه على المكتب محدقا بقمة رأسه.

"أنت تفعل ذلك مجددا"
"هل يمكنك إعطائي واحدة؟"

التقى حاجبي تشانيول أخيرا باستنكار وتكذيب لما سمع وشتت نفسه عن كل ما يفعل لينظر إليه دون فهم.

ترقب اللهفة والتردد اللذان يغمران وجهه ورمش ببطء محاولة ربط هذا مع ما سمع منذ ثوان فقط.

"واحدة من ماذا عفوا؟"
"سجائرك، أنا أريد واحدة"

ابتلع بارتباك فور أن نطق رغبته بوضوح، وانتظر كل الردود. توقع الرفض بألف طريقة وطريقة وانتظر وابلا من السخرية والضحك.

توقع كل شيء عدا أن ينتهي به المطاف فوق سطح المبنى يسحب الدخان من السيجارة بنهم تحت عيني أبراهام الذي لازال يحاول ربط شكله بما يفعل الآن.

نفث بيكهيون الدخان على شكل غيمة كثيفة توارت خلفها ملامحه لوهلة قبل أن يلحقها بأخرى دفعت أبراهام لإزاحتها بكف يده والتذمر.

"على رسلك أنا لن آخذها منك"

لكنه لم يجبه، أسدل جفنيه وركز كل حواسه على شعور احتراق رئتيه، الشعور المألوف الذي وبغرابة هو لا يكرهه.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن