-الفصل الحادي عشر: آفاق-

67 6 36
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

تساءل سيهون إن كان لوهان يتألم، لم يعني بذلك الداخل حقا بقدر الخارج.
كل هذه الكدمات والجروح، ألا تؤلمه حقا؟

"تعلم؟"

فالتفت سيهون نحوه فورا، بل هذا ما ظن لوهان..
لم يلتفت، لقد كان يحدق به منذ البداية، ترك الغروب والطريقة الجميلة التي يتساقط بها ضي الشمس على سطح النهر. ترك الأشجار اليانعة من حوله وترك النسيم العليل الذي يحرك خصاله وألقى بكل اهتمامه وتركيزه على الشاب الصغير قربه.

هذا الشاب الذي تشرق الشمس وتغرب في عينيه.

ورغم وضوح الأمر وانجلاءه على وجهه كان لوهان جاهل لكل ذلك. كان ينظر إليه ولا يفهم حتى ما خطب هذه النظرة الخرساء في عينيه.

"لقد كنت آتي هنا أحيانا.."

وابتسم كما لو كان ذلك أفضل ما عايش في حياته، ابتسم وابتسم سيهون ببلاهة بعده.

لكنه لم يكن يبتسم بسعادة كما كان سيهون، لقد كانت بسمته تحمل نوعا من الحزن.. نوعا مؤلما.

"حين كان يضربني أبي كنت أهرب إلى الغابة، أبلغ الجسر ولا أجرؤ على اتخاذ خطوة أخرى"

ونظر إلى الجسر الذي يقع على مرأى بصره.
نظر إليه وبدأت ابتسامته تتلاشى ببطء.

"كنت أجلس هناك وأفكر بالهرب إلى المدينة أحيانا، لكن أدرك أن ذهابي قد يعني النهاية"

وأعاد حدقتيه نحو سيهون الذي تلاشت ابتسامته أيضا.
لقد ظنه سينطق بذكرى سعيدة أخيرا، لقد ظن ابتسامته تلك سعيدة.. لكنها لم تكن.

"سأكون وحيدا هناك، سأمشي بالشوارع دون مأوى أو طعام وقد أتأذى لأنني ضعيف. لذا لم أتخذ اي خطوة على ذلك الجسر، كنت أعود أدراجي وأبتلع غضب أبي بصمت ورضى.."

كان التفكر بأفعال أبيه أكثر هوانا مما هي عليه الآن، التفكير بالأمر على أنه بدافع الحب أفضل من أن يكون كرها خالصا.

كذب على سيهون، لم يكن سبب عودته هو خوفه من الضياع وحده أو التشرد دون مأوى.
كان يعود لأنه كان موقنا بأن والده يحبه، أنه سيقلق وسيكون شديد الحزن إن علم أنه رحل.
وزم شفتيه بقوة محاولا كبح دموعه قبل أن يميل رأسه بضعف ويتبع ذلك بهمس خافت منهك.

"هذا أفضل من البقاء وحدي صحيح؟"

لأي مدى كان مسيرا؟ لأي مدى كان جاهلا لمدى الخطأ في حياته هذه؟! لأي مدى؟

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن