-الفصل الثالث والستين: شتات-

35 5 54
                                    

⋆˖⁺‧₊☽◯☾₊‧⁺˖⋆

أوصلته لورا للشقة، وقف أمام الأبواب يحدق دون أي قدرة على استيعاب ما جرى.

هانا دونت العنوان لأجله، لقد كتبته ليجد مكانا يعيش فيه، مكان به كل ذكرياته مع سيهون.

مكان كل ركن منه يومض بذكرى هو يحبها.

شيء يهون عن قلبه فراقه، شيء يرفق به بعد أن قسى الكون برمته.

فرفع كفه مرتجفا، تهدجت أنفاسه وطرق بخفة متوسلا إجابة.

"تملك المفتاح؟"

سأله لورا بعد أن طال الصمت. لم ينفتح الباب ولم يتراجع. لم ينطق بحرف ولا يفعل شيئا سوى التحديق بالباب والدعاء.

الدعاء بأن يكون سيهون خلفه تماما ينتظر.
أن يقابله ببسمته الدافئة التي يذكر ويأخذه بين ذراعيه لينفض غبار الحزن عن كتفيه.

"أنا لا أملكه"

همسها بصوت خافت حين وضع جزء منه احتمال بأنه لن يتلقى إجابة أبدا.

وتنهدت هي بيأس قبل أن تحدق بالمحيط بحيرة.

حماقة أجل..
لقد جاء وهو يعرف أنه لا يملك مفتاحا.
لا أحد يملك المفتاح وعلى الأرجح النسخة الأخرى بالداخل.

الآن كيف سيدخل؟

"ماذا عن صاحب الشقة؟ هل تعرفه؟ يمكننا الاتصال به ليأتي.."
"أنا صاحب الشقة لورا"

عاد يوضح والتفت ببطء ينظر إلى عينيها القلقتان. استنكر ذلك.

لمَ هي قلقة بشدة على شخص لا تعرفه؟ لمَ هي تفكر بجد بينما تستطيع تركه والرحيل؟

فزمت شفتيها المكتنزتين بخفة ورمشت تفكر قبل أن تسحب هاتفها وتنطق مضيفة حلا آخر.

"ماذا عن طلب رقم المالك من أحد الجيران؟ مالك المبنى يملك نسخة على الأرجح"

حل منطقي.
لكن هل سيذكره المالك حتى؟

مشت هي في الرواق لتطرق أول باب يصادفها، انتظرت لبضع ثوان قبل أن ينفتح فتبتسم بلطف وتميل رأسها معتذرة عن الإزعاج.

وبعد بضع دقائق من الثرثرة والاعتذار عادت إليه تتقافز بنصر وترفع الهاتف أمامه لتريه الرقم المدون على شاشته.

"حصلت عليه..!"

ابتسم هو مستلطفا فعلتها ورآها تضغط على الزر الأخضر قبل أن تدوس الزر الأحمر وتحدق به بتورط واستذكار.

 TAKE ME HOME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن