"الألم عابر، يأتي ويرحل، بينما ننسحق تمامًا تحت مظلة الوجع المقيم، الجروح تلتئم، ولكن الأوجاع مزمنة تنخرُ في الروح"
"عمرو صبحي"
********************
استمعت شاهي لنداء الطائرة وتنهدت بأسى وهي تلتفت نحو منذر الذي ابتسم
"حان الوقت"
أومأت مبتسمة
"رحلة موفقة"
نظر لها مليًا ثم قال بصدق
"شكرًا لأنكِ رافقتِني للمطار، سأشتاق لكِ كثيرًا"
"وأنا أيضًا، اهتم بنفسك هناك"
وعدها بابتسامة ممتنة
"سأفعل بالتأكيد"
فاجأها حين اقترب منها، وتوترت مع نظرته التي شعرت بها تخترقها، كادت تشهق عندما رفع يده ليلامس خدها برقة
"وأنتِ اعتني بنفسكِ حتى أعود"
ارتجف قلبها حين نزل بكفه يلامس عنقها الذي تلفه بوشاح رقيق، أزاحه قليلًا كاشفًا عن كدمة بالكاد تظهر أسفله ويختفي معظمها تحت فستانها مع عشرات غيرها.
"سأهتم بكل شيء حين أعود، أعدكِ"
ازدادت رجفتها وهي تفهم ما عناه وارتعش قلبها بأمل، دمعت عيناها بتأثر وأومأت فعاد يربت على خدها ثم ابتسم
"إلى اللقاء يا شاهي"
همست بتحشرج
"إلى اللقاء يا منذر"
راقبته وهو يغادر، والتفت لها ملوحًا فلوحت له بابتسامة أخفت حزنها وألمها، أسقطتها حال اختفى عن ناظريها. رفعت يدها تضبط وشاحها وغادرت نحو سيارته التي أسرع سائقها يفتح لها بابها. ارتمت داخلها وأغمضت عينيها تفكر في كلامه، لم تتوقع أن يعرض مساعدته قبل أن تطلبها.
لم تخبره بالعنف الذي تتعرض له ولم تتقصد أن يرى أثر آخر عقاب نالته في تلك الليلة التي عاد فيها زوجها من السفر، تلك الليلة كانت مع منذر وهو عاد قبل موعده المحدد.
لم تسقط به الطائرة كما تمنت، فكرت بسخرية مريرة وعقلها يستعيد ما حدث ليلتها. كما توقعت لم يقصر رجاله في نقل أخبارها له وكان عليها مواجهة غضبه. حين دلفت لغرفتها وأشعلت النور تجمدت مكانها وعيناها تقعان على جسده ممدًا فوق فراشها، عاقدًا ذراعيه أسفل رأسه وعيناه مسلطتان عليها بغضب بارد. تجاوزت صدمتها سريعًا وتحركت، تخلع حذاءها وتركله جانبًا وتتجه للمرآة لتخلع مجواهراتها في صمت.
لم يعجبه تجاهلها له فاعتدل قائلًا
"ما زال الوقت باكرًا يا هانم"
لوت شفتيها بازدراء ولم ترد فنهض فجأة وقد فجرت بركانه. كانت تخلع مشبك شعرها حين رأت انعكاسه وهو يندفع نحوها ليصلها في خطوتين وقبض على ذراعها بقسوة
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romantikنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...