نظر أحمد اليزيدي بهدوء لزائره الجالس قبالته بوجه قلق
"هل أنت واثق مما تنتويه يا أحمد؟"
رد مبتسماً بهدوء
"ما الأمر يا عز الدين؟... هل بدأت الشكوك تنتابك مع اقترابنا من الهدف الذي انتظرناه طويلاً؟"
هز رأسه قائلاً
"أنا بالفعل أشعر بالقلق كلما اقتربنا... الأمر خطر... أنت لست ذاهبًا في نزهة يا أحمد... تعرف أنّ ذلك الرجل أخطر مما اعتقدنا قديماً"
أطرق مفكراً بينما صديقه يتابع
"لا يمكنك أن تنكر مقدار خطره... رأيت ما فعله بك وبأسرتك، موت رؤوف وزوجته... إصابتي وإحالتي للعمل الإداري بسببه... لقد استهنا بأمره كثيراً وأنا كنت أكثرنا استهانةً بخطره لكن تبين في النهاية أنّ التخلص منه ليس بهذه السهولة... لقد رأيت بنفسك قوته ونفوذه فكيف تتوقعه أصبح الآن بعد كل هذه السنوات؟"
غامت عيناه بحزن وهو يتذكر ما حدث قبل سنوات قب ل أن يرفع رأسه مرددًا بهدوء
"إذن ماذا تريدني أن أفعل يا عز؟... أنسى ثأري... ثأر رؤوف وزوجته... ثأر شقيقتي وأسرتها؟... تريدني أن أنسى كل هذا؟"
"أنا لا أريدك أن تنسى يا أحمد... أخشى فقط أن يتحكم الغضب في تصرفاتك... تعرف أنني معك في كل خطوة وشريكك في كل ما سيحدث فور خروجك... ما يقلقني أن ينسيك الغضب هدفك الرئيسي وتفشل خطتنا كلها من بعدك... لا تنس... هدفنا ليس قتل توفيق والانتقام منه لأنفسنا... نحن نريده حياً ليدفع ثمن جرائمه كلها تحت سلطة القانون"
خفض رأسه يمنعه من رؤية السخرية في عينيه... القانون؟!... هل ما زال صديقه يعتقد في سلطة القانون؟... بعد كل ما حدث؟... ألا يعرف أنّ أمثال توفيق يجيدون اللعب بالقانون... هو لعبتهم المفضلة... هوايتهم إيجاد الثغرات التي ينفذون عبرها ليهربوا بجرائمهم بعيدًا عن طائلته... أمثال هؤلاء لتحاربهم يجب أن تستخدم نفس وسائلهم... يجب أن تصبح مثلهم، تحاربهم بنذالة... منع نفسه من البوح صراحةً برأيه وهو يرفع رأسه قائلاً بهدوء
"حسنا... لا تقلق بهذا الشأن... سألتزم بالأوامر"
قطب بتوجس قبل أن يتنهد وهو يتراجع في مقعده متمتماً
"أعرف أنّ الأمر صعبٌ عليك أحمد، أصعب بكثير مما هو علي... لا تعتقد أنني لست في صفك... لقد كنت جانبك منذ البداية وحتى اللحظة"
وأطرق مفكراً بألم قبل أن يتابع بأسف
"أنا لا زلت أدين لك بفشلي في حماية أسرتك... بسببي أنا كنت مجبراً على الخضوع لتهديداته... بسبب فشلي في إيقاف خطته أجبرك على تحمل ذلك العبء اللعين والاعتراف بكل هذه الجرائم مقابل إنقاذهم من الموت... أنا لم أسامح نفسي حتى اللحظة على أنني كنت"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Storie d'amoreنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...