الفصل الثاني والستون

8.5K 234 20
                                    

وإذا التقينا والعيونُ روامق... صمَت اللِّسانُ وطرفُها يتكلَّمُ

تشكو فأفهَمُ ما تقولُ بطرفِها... ويردُّ طرفي مثلَ ذاكَ فتفهمُ

"بشار بن برد"

*******************

قطب توفيق حاجبيه وهو يستمع لرجله على الهاتف يقول بتوتر

"للأسف الحراسة شديدة على غرفته سيدي"

كز على أسنانه بقوة وهتف غاضبًا

"ما هذا الهراء؟... قلت لكم ستصلون إليه بأي طريقة... يكفي فشلكم الأول، أنا لن أتسامح مع فشلكم هذه المرة"

أسرع الرجل هاتفاً

"أخبرتك سيدي... لقد كان يتوقع الهجوم واستعد له مسبقا... كان معه حراسة كبيرة وأتاهم دعم أكبر بسرعة"

صرخ فيه بغضب أشد

"لا أريد تبريرات غبية... اللعنة عليكم جميعا... لم يكن يجب أن أعتمد على حمقى مثلكم"

هتف بسخط ليرد معتذراً

"آسف سيدي... لكن... حفيده وضع حراسة قوية هناك ولا..."

اشتدت يده على الهاتف وردد بصرامة

"هل سمعت ما قلت؟... لا تبريرات... لا أريده أن يغادر المشفى حياً، فهمت؟... ستتسلل إلى هناك بأي طريقة وترسله للعالم الآخر"

"حسناً سيدي"

أكدّ بقسوة

"لا أريد أي اعتذارات أو أخطاء هذه المرة وإلا أنت تعرف الجزاء"

أسرع يقول

"بالطبع سيدي... لا أخطاء... سيحدث ما تأمر به"

أغلق الهاتف دون كلمة زائدة وألقاه على مكتبه وهو ينفخ بقوة

"اللعنة عليك... ما كان يجب أن تنجو من الموت يا فيليب... لنرى إن كنت ستنجو مطولا... لقد ارتكبت أكبر أخطاء عمرك عندما فكرت في العبث معي... أنت وحفيدك ستدفعان الثمن عاجلاً أم آجلاً"

تراجع في مقعده الدوار وتحرك برتابة وهو يفكر... يجب أن تكون تلك الحمقاء قد ابتلعت الطعم وصدقت أنّ شقيقها في يده بالفعل... لكن ماذا لو فشلت خطة إخراجها من المزرعة؟... ماذا لو تدخل ابنه في الأمر ومنعها من الخروج؟... تنفس بقوة... لا... لا يجب أن يحدث أي خطا... إن فشلت الخطة فلن يقف مترددا... سينتزعها بالقوة من منذر ولو أشعل النار في تلك المزرعة وأحالها رمادا... ارتفعت طرقات على باب مكتبه فرفع صوته يأذن بالدخول... انفتح الباب ليدخل أحد رجاله وأسرع يتحرك نحو المكتب مع إشارته وهو يقول

"لقد حضر كارلوس سيدي... يقول أنّه أحضر الأمانة"

تألقت عيناه واعتدل في مقعده قائلاً

"دعه يدخل"

هز رأسه وأسرع يستدعي كارلوس الذي دخل بقامة مشدودة ووجه صارم وقال ما أن وقف أمامه

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن