ألقى سامر حقيبته فوق الفراش بعنف وشتم بغضب... اللعنة على كل شيء... تبًا لهم جميعا... لماذا كان عليه أن يترك كل شيء هناك ويغادر؟... لماذا تطلب أمه أن يترك أموره العالقة ويعود؟... ذلك الوغد منذر... اللعنة عليه... لقد أفسد كل خططه بتدخله... لكن لا بأس... ليس معنى أنّه أصبح بعيدًا عنهما أنّه سيتركهما وشأنهما... عادت النار تحرق قلبه بجنون وهو يتخيلهما معا... كيف يمكنه تركهما في سلام؟... كيف يترك عدوه يهنأ مع المرأة الوحيدة التي عشقها في حياته؟... والله لن يفعل... سيحيل حياتهما جحيماً ولو كان بينه وبينهما آلاف الأميال... وأول شيء سيفعله هو أن يحرمهما من تلك البذرة اللعينة التي ينتظرانها... ذلك الطفل اللعين الذي كان من حقه هو... هي خانته وسلمت نفسها لعدوه وستدفع ثمن خيانتها غاليا... التقط هاتفه ينوي الاتصال بالخادمة الحمقاء التي تتجسس لصالحه في بيت رضوان لتقاطعه طرقات على باب غرفته تلاها صوت أمه فزفر بحنق وهتف
"ادخلي أمي"
انفتح الباب لتطل من خلفه ومطت شفتيها حين رأت ملامحه المتجهمة وخطت للداخل قائلة بهدوء
"هل ستظل حانقاً هكذا؟... ماذا كنت تريدني أن أفعل؟... أنتظر حتى تموت على يد ذلك الأحمق ابن توفيق"
ألقى هاتفه على الفراش هاتفاً
"وما شأنه بما أفعله أمي؟... أخبرتكِ أنّني ابتعدت عنه وتركته وشأنه... لماذا لا يتركني وشأني؟... هذا ثأري أنا، وطالما أنا بعيد عنه فسأفعل ما يحلو لي"
زفرت وهي تجلس على حافة الفراش
"أنت تعرف جيدًا أن تهورك الأخير عرضه للخطر سامر... كان من الممكن أن يُتهم أنّه من حاول قتله بسبب المنافسة بينهما... مصلحتنا مع توفيق لا يجب أن تتهدد بأي حال وأنت تعرف هذا جيدًا"
رمقها بضيق وهتف معترضاً
"حتى متى أمي؟... حتى متى سيظل يتحكم بنا ذلك الحقير وابنيه؟... لقد سئمت... لو كان الأمر بيدي لقتلت ثلاثتهم"
تنهدت بقوة واسودت عيناها
"أنت تعرف جيدًا أنني أحتاجه في انتقامي... أنا مضطرة لاحتمال تسلطه وعجرفته حتى أصل لما أريد... لقد فقدت الأمل في أن يكمل عماد الطريق للنهاية"
ردد بسخرية
"قلت لكِ أمي... قلت لكِ من البداية أنّ عماد ستغلبه عواطفه في نهاية الأمر... أخبرتكِ أن تعتمدي عليّ وحدي... هل نسيتِ أنّه الوحيد الذي كان يتعاطف معهم ويحبهم قديماً؟... هل نسيتِ كيف كان يتحمل العقاب من أجل تلك الحمقاء سؤدد؟... كنت أعلم أن كل العداوة التي زرعته بقلبه ستطاير كالدخان مع أول مواجهة معهم... خصوصاً لو التقى تلك الحمقاء التي يحبها"
قطبت بشدة قبل أن تردد بفحيح
"لا تقل أنّه ما زال يحب تلك اللعينة ابنة صفية"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...