الفصل التاسع والأربعون

7.9K 269 46
                                    

حين أرنو لعينيكِ

أعلمُ أنّ السماوات تختار وجهاً

لتزرع أنجمها.

أتعلمُ أنّ البحارَ قراراتُها لا حدود لها...

ربما كان شاطئ كل المحيطات

جفنٌ ومِكحلة.

"عبد الرزاق عبد الواحد"

**********************

تراجع راجي مسندًا ظهره للأريكة بينما ينقل عينيه بتحسر بين أصدقائه الثلاثة الذين غرق كل منهم في همه الخاص... تعلقت عيناه لوهلة بعماد الذي جلس مطرقاً ورأسه بين كفيه ثم نظر إلى فهد مسترخياً في جلسته ورأسه لأعلى مغمضاً عينيه كأنما غرق في النوم الذي يشك أنّ أحدهما حصل عليه منذ المواجهة التي حدثت مع والدة عماد... الصدمة والألم اللذين تجسدا على وجهه، وهو ينظر لأمه كانت مؤلمة... عاد بعقله إلى تلك اللحظة التي اندفع فيها خلف فهد ليجده قد فجر قنبلته في وجه الجميع... أسرع يغلق الباب خلفه بينما يسمعه يقول في غضب مكتوم ونقمة

"لماذا لا تردين سيدة ليلى؟... هل تفاجأتِ أنّ سرك انكشف؟... عامةً، لا أعتقدها مشكلة بعد كل ما عرفناه مؤخراً عنكِ أنتِ وأسرتنا المحترمة"

مضت لحظات وهي تحدق فيه بذهول قبل أن تهمس بتوتر

"ما الذي تقوله يا فهد؟... هل جُننت؟"

تقدم بضع خطوات حتى وقف أمامها يرمقها بصمت قطعه بضحكة عالية ساخرة وهو يجيبها

"جُننت؟.... وهل بقى لدى أحدنا عقل بعد كل ما فعلتِه بنا؟... من يمكنه أن يحتفظ بعقله بينما لديه عائلة مثلكم؟"

فتحت فمها لتنطق لولا أن دوى صوت عماد بذهول

"ماذا تقول يا فهد؟"

نظر له بألم ومط شفتيه قائلاً بمرارة

"كما سمعت يا عماد، والدتك العزيزة هي وأبي المحترم تخلصا من همسة العاصي"

"مستحيل"

همس وهو يهز رأسه رفضاً ليبتسم فهد متمتماً

"انظر لوجه والدتك وأنت تعرف الحقيقة يا عماد ... بالتأكيد هما لم يفعلا هذا وحدهما... توفيق الأغا له يد في الأمر، أليس كذلك؟"

لم ترد وغامت عيناها بنظرات غريبة قبل أن تضيقا بحدة وهي تهتف

"تهذب وأنت تتحدث معي فهد سليمان... لا تعتقد أنني سأبقى هنا لحظة واحدة أستمع لهذا الهراء دون و.."

"إذن اذهبي"

صرخ فيها بعنف جعلها تنتفض

"ماذا لا زلتِ تفعلين هنا؟... عودي من حيث أتيتِ"

تنفست بقوة دون أن تفارق عيناها وجهه لتتحول نظراتها للبغض الشديد عندما تحرك أحمد اليزيدي مقتربًا من فهد ليربت على كتفه قائلاً برفق

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن