الفصل الرابع والستون

8.5K 243 55
                                    

ورأيتُ قلبي في الحنايا يحترق

بيني وبينك خطوتان ونفترق

"فاروق جويدة"

*************

ذرع توفيق أرض الغرفة ذهابًا وإيابًا بعصبية

"اللعنة... كيف انقلبت الأوضاع هكذا؟... هل كنت أعمى لهذه الدرجة؟"

توقف أمام المكتب متنفساً بعنف قبل أن يضرب سطحه بقوة هاتفاً

"اللعنة عليكم جميعا... فقط لأخرج من هنا وستدفعون جميعكم ثمن خيانتكم"

كيف انقلب كل شيء في لحظة ويكاد يخسر كل ما بناه في سنوات؟... كيف مع كل استعداده وحذره لم ير هذا قادماً؟... ضرب المكتب مرة أخرى وهو يكز على أسنانه بقهر واعتدل حين سمع طرقات على الباب تلاها صوت رجله كارلوس يقول

"هل تأذن لي سيدي؟"

"ادخل"

قال بصرامة وهو يتمالك نفسه ويرسم البرود على ملامحه... دلف كارلوس بوجه مكفهر عليه آثار دخان وأتربة بينما ثيابه تلوثت بالدماء... نظر لضماد يغطي ذراعه وكتفه واستمع له يقول

"سيدي... لقد اضطررنا للانسحاب والكثير من الرجال أصيبوا... هرب الكثير منهم وبعضهم استسلم هناك... لم يهرب معي سوى القليل"

كز على أسنانه بغضب مكبوت، بينما تردد كارلوس لحظة قبل أن يردف

"السيد منذر والسيد ريكاردو كانا هناك سيدي"

اشتعلت عيناه وتمتم بانفعال

"إذن منذر مشترك كما توقعت؟"

أومأ كارلوس وهو يشد جسده فتنهد توفيق متابعاً بتحسر

"آه يا منذر... تمنيت لو أنّك لم تأخذ هذا الخيار"

صمت برهة يفكر ثم قال

"حسنا... بما أنّهم قد هاجموا مهبط الطائرات واستولوا على طائرتي لم يعد أمامنا سوى الانتظار هنا حتى نستطيع المغادرة إلى إيطاليا دون أن ينتبهوا لنا"

سأله بقلق

"ماذا لو وصلوا إلى هنا سيدي؟"

"لا أحد يعلم بهذا المكان سواي كارلوس... وهو آمن للغاية... ليس من السهل الوصول إليه كما رأيت"

هز رأسه

"لكن سيدي"

قاطعه قائلاً

"إلى أي حد تثق بمن معك من رجال؟"

"بحياتي سيدي"

شبك ذراعيه خلف ظهره يتأمله ملياً ثم قال

"حسنا... أنت تثق أنّه لا خائن بينهم إذن... لا بأس سأعتمد على كلمتك"

وأشار له

"شدد الحراسة حول المنزل وتأكد من كونهم حريصين تحسبًا لأي حركة غير متوقعة... لا أريد لحشرة أن تنفذ للداخل حتى يصل بقية الدعم الذي طلبته"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن