الفصل الثامن عشر (الجزء الثاني)

7.4K 212 10
                                    

استمعت سؤدد لمحدثها على الهاتف باهتمام قبل أن تقول

"أنت متأكد من أنّ رجالك لن يلفتوا الأنظار؟ ما دام ذلك الاجتماع شديد الأهمية فلا بد أنّه سيؤمنه جيدًا"

أتاها صوت جاك يطمئنها

"لا تقلقي، إنهم مدربون على مستوى عال وسبق ونفذوا الكثير من المهام الناجحة. لا داعي للقلق، سأطلعكِ على آخر ما سيصلون إليه"

تنهدت بقوة

"حسنًا، سأنتظر اتصالك، أرجو أن يصلوا لمعلومات مهمة قريبًا"

"أرجو ذلك"

ودعته شاكرة وأغلقت هاتفها وارتمت على فراشها بتعب، ليتها كانت قادرة على السفر ربما استطاعت التسلل بطريقة ما، لكن منذر هناك ولن تخاطر برؤيته لها. لا بأس، ستنتظر ما يصل إليه جاك. لديها شعورٌ أنّها قريبًا ستجد الطريق الذي يوصلها لتوفيق الأغا. اسودت عيناها مع ذكره وهزت رأسها تمنع نفسها من الغوص هناك مجددًا، يكفي ما أصابها قبل أيام .

غامت عيناها وهي تتذكر حديثها مع سيف، بعد انهيارها الأحمق ذاك وغرقها في النوم من شدة البكاء، استيقظت لتجده نائمًا على المقعد المجاور. انتبه من نومه حين شعر بها تحاول النهوض وانتفض مسرعًا ليساعدها فأشارت له أن يبقى مكانه. تجاهلت نظراته المتألمة وهو يراها تعود لانعزالها، يكفي ضعفها وانهيارها مرة. رغم إشارته نهض ليجاورها وسألها باهتمام

"كيف تشعرين الآن؟"

"بخير"

ابتسم بحنان

"حمدًا لله، قال الطبيب أنه لا مانع من عودتكِ للبيت فور استيقاظكِ"

أومأت دون رد وران الصمت حتى قرر قطعه وسؤالها عما يؤرقه. همس اسمها فأسرعت تقطع الطريق عليه، لا نية لديها للحديث معه عن عارها البشع.

"كيف أتيت إلى هنا؟"

لم تفتها نظرة الارتباك في عينيه فتابعت بتحقيق

"من أحضرني؟"

لم يدم تردده سوى ثانية كانت كافية لتدرك أنّه يخفي شيئًا

"أنا"

"أنت؟ وكيف عرفت مكاني؟"

أخذ نفساً قويًا ليرد

"تبعتكِ فور خروجكِ، ولم تنتبهي لي بسبب حالتكِ. قررت ترككِ بمفردكِ حتى تهدأين واكتفيت بمراقبتكِ من بعيد"

ازدادت تقطيبتها بشك بينما يتابع

"لم أتدخل إلا عندما وجدتكِ تفقدين وعيكِ فأسرعت إليكِ وأحضرتكِ إلى هنا"

أغمضت عينيها وقلبها يرتجف، هو من وجدها؟ هل كانت تحلم؟ هل كان ما سمعته ورأته مجرد هذيان؟ بالتأكيد، وجوده كان جزءًا من كابوسها. عادت صورته ترتسم في مخيلتها بينما تزيح القناع عن وجهه، حاولت تذكر ملامحه لكن كل ما تذكرته عينيه ونظرتهما، ذراعيه اللتين التفتا حولها بإحكام، ويدها تلامس خده بذهول. كانت تهذي بالتأكيد لكنّ كلماته عادت تتردد في أذنها

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن