نظرت سلمى خارج السيارة تجول بناظريها في الشارع الذي سكنته لسنوات وهمست وهي تسترخي بمقعدها
"يا الله... أشعر أنني غبت لسنوات طويلة عن هنا"
خفض عاصي سرعته وهو يقترب من الفيلا والتفت لها قائلاً
"لقد غبتما لوقتٍ طويل بالفعل أمي"
ورفع عينيه للمرآة ينظر لرهف التي استرخت بالمقعد الخلفي مسندة رأسها للنافذة تتطلع خارجها بشرود وتابع هامساً
"لكنّكما عدتما بسلام أخيرا... البيت كان مظلماً من دونكما"
ربتت على ساقه وقالت
"بيت فاروق لن يظلم أبدًا وأنتم فيه يا عاصي... أنتم جميعاً نور عيني وبيتي، لا حرمني الله منكم"
التقط كفها ورفعها لشفتيه
"ولا حرمنا منكِ حبيبتي"
ابتسمت له بحنان بينما تابع قيادته نحو البوابة التي فتحها الحرس ورفع بعضهم يده بتحية قابلها بهزة رأس وهو يتابع طريقه للداخل، وقلبه ينقبض أكثر... خابت أمنيته في أن يؤخر عودة رهف قليلاً تجنبًا لمواجهة وشيكة مع همسة لا يدري ما تكون نتيجتها ويخشى أكثر ما يخشاه أن تعود إليها تلك الذكريات البشعة... ربما لا، فليتفاءل قليلا... همس يطمئن نفسه قبل أن يقول وهو يوقف السيارة أخيراً
"حمدًا لله على سلامتكِ أمي... أنرتِ بيتكِ من جديد"
"سلمت بني"
التفت خلفه مبتسماً
"حمدًا لله على سلامتكِ رهف"
أومأت هامسة
"وعلى سلامتك أنت أيضا.... شكراً لك"
ابتسم وغادر السيارة تتبعه سلمى وتحرك هو بسرعة ليفتح باب رهف التي رمقته بتوجس وهتفت ما أن مال نحوها
"إياك.... لسنا بمفردنا... إياك أن تفتعل فضيحة أمام الموجودين"
اتسعت ابتسامته وتجاهل إصرارها ومد يديه
"عاصي... دعني... اتركني قلت لك"
هتفت بغضب وهو يشدها للخارج، توقفت ساقاها على الأرض لتترنح في وقفتها لولا ذراعاه اللتان أحاطتاها بدعم ومال هامساً بحنان في أذنها
"لا تحاولي أميرتي... لقد وعدت نفسي أن أحملكِ وأدخل بكِ من باب بيتنا... على الأقل دعيني أحقق أمنيتي"
احمر وجهها بخجل وحنق وهمست من تحت أسنانها
"لا تحاول حتى .. لن أ"
شهقت حين رفعها بين ذراعيه
"ماذا تفعل؟... هل جُننت؟... أنزلني حالاً"
هتفت ناظرةً حولها بحرج ازداد وهي ترى منال تنزل السلالم ومن خلفها اندفعت راندا بابتسامة واسعة لترتمي بحضن سلمى
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...