الفصل الحادي والثلاثون (الجزء الثاني)

7K 248 36
                                    


اندفعت ليلى إلى غرفة ابنها وهي تهتف بانفعال

"سامر... ما الـ"

انقطعت جملتها وهي تحدق بذهول في الغرفة التي بدا أنّ إعصاراً قد ضربها وابنها يقف لاهثًا بعد أن فجر غضبه كله في غرفته

"ما الذي فعلته يا سامر؟... هل جُننت؟"

لم يجبها وهو يتنفس بقوة وتحرك لينتزع حقيبة سفره أمام عينيها اللتين اتسعتا بصدمة وهي تراه يقذف ملابسه داخلها وهتفت

"ماذا تفعل؟... لماذا تجهز حقيبتك؟"

لم يرد بحرف فاندفعت لتقبض على ذراعه تديره لها بحدة

"قلت لك ماذا تفعل؟... إلى أين ستذهب؟"

انتزع ذراعه منها وعاد يضع ثيابه بعصبية هاتفاً

"أنا مسافر... يجب أن أذهب إليها... إنّها في خطر... يجب أن"

عادت تشده ليواجهه

"عمن تتحدث؟... أنت لن تذهب لأي مكان"

هتف بغضب وهو يركل الأرض

"لن أتركها له... سأقتل ذلك الوغد وآخذها... لن أدعها"

اتسعت عيناها وارتجف قلبها وهي تردد

"هل تتحدث عن ابنة هاشمي؟... لا تقل أنّك ذاهب إليها...هل فقدت عقلك؟"

صرخ بجنون

"لقد فقدته عندما تركتها تضيع من يدي... لن أنتظر حتى تموت بسبب ما فعلته تلك الحمقاء... يجب أن ألحق بها... إنّها لي أنا ولن"

قاطعته صارخة بانفعال

"ما الذي تهذي به؟... أنت لا علاقة لك بتلك اللعينة... هل نسيت أنّها ابنة أعدائنا؟... هل نسيت ما فعلته بك؟"

"لم أنس... لم أنس شيئاً أمي لكن كل ما قلتِه لا يعنيني... لن يغير شيئاً من كونها ملكي... سأنتزعها من ذلك الحقير وأعاقبها على خيانتها وبعدها لن أحررها أبدا... ستبقى أسيرتي حتى آخر عمرها"

تراجعت بشحوب وصدمة قبل أن تتمتم

"لا... لا يمكن أن أسمح بهذا... لن أسمح لك بهذا سامر... أبدًا"

التفت لها بعينين ميتتين وقال ببرود

"لا يهمني أن تسمحي أو لا أمي... أنا لا أهتم البتة... راندا مصيرها تعود لي شئتِ أم أبيت... لو تدخلتِ في هذا الأمر سأنسى أنّكِ أمي ولن يرضيكِ رد فعلي"

حدقت فيه بارتياع وصدمة... لا... هو لن يفعل هذا بها... لن يخونها هو الآخر... تنفست بقوة واقتربت منه قائلة بحدة

"لا يمكنني أن أسمح لك بهذا سامر... ليس الآن على الأقل... أنت لن تتركني أواجه تلك المصيبة الجديدة وحدي... ألا يكفيني ما يفعله شقيقك؟"

قطب بتوجس وهو يلتفت لها

"ما الأمر؟... ما الذي حدث؟... ماذا فعل عماد؟"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن