الفصل التاسع والثلاثون

7.4K 237 36
                                    

تراجع سامر مسندًا ظهره للوسادة مرددًا عبر الهاتف بهدوء

"اهدأي قليلاً أمي... أخبرتكِ أنني اهتممت بأمر عماد... لا يا أمي لم أقابله لكنني سأفعل قريبًا"

وصله صوتها بحدة وتوتر

"إذن ما الذي فعلته؟... هل تحدثت معه وحذرته؟... هاتفه مغلق ولا أستطيع الوصول إليه... إنّه يتعمد هذا أنا أعرف... لا يريد التحدث معي"

زفر متطلعاً للسقف بنفاذ صبر وردد

"تعرفين عناده أمي... عندما يهدأ سيتحدث معك... اتركيه قليلاً"

تهدج صوتها بالبكاء وهي تقول بضعف أثار حنقه

"أنت لم تره يا سامر... كان كالمجنون وقد هددنا أنا وخالك... لقد"

أغمض عينه وهو يسمعها تكرر تفاصيل ما حدث ليقاطعها قائلاً

"أمي... ماذا قلنا؟... سأهتم بالأمر... سأقنع عماد وأجعله يعود ليصالحكِ"

أجهشت بالبكاء فعاد يهتف

"أمي... لم أتعود رؤيتكِ ضعيفة هكذا... هل تريدين أن تتوقفي في منتصف الطريق وتسمحين لهم بهزيمتنا"

هتفت بلوعة

"لقد خسرت عماد للأبد... لقد تخلى عني"

تأفف بحنق شاتماً شقيقه في سره قبل أن يقول

"أنا معكِ أمي ولن أتخلى عنكِ أبدا... من البداية وأنتِ تعرفين عماد وقلبه الضعيف... لقد كان دائماً ابن أحمد اليزيدي الروحي... ماذا كنتِ تنتظرين منه؟"

هتفت بكراهية امتزجت بالبكاء

"هو السبب... أنا متأكدة أنّه غسل مخه وقلبه علي... اللعنة على من كان السبب في نجاته... كنت سأرتاح نهائياً منه لولا ذلك اللعين ابن توفيق"

تمتم ببرود

"لا تقلقي أمي... أنا سأتكفل بأمرهم جميعا... اعتمدي علي... حتى لو أصر عماد على خيانتنا فأنا سأقف لهم جميعاً وسآخذ بحقكِ منهم"

سمع أنفاسها الضعيفة ونهنهات بكائها الذي خفت بعد ثوان لتتمتم

"لكن توفيق... لن يتركه وشأنه... هل أخبرته أن يأخذ حذره منه"

قبض كفه بقوة ليقول بهدوء كاذبًا

"أجل أمي... أرسلت له تحذيراً هو وفهد وإن أصرا على إكمال طريقهما فلا أملك لهما شيئاً"

هتفت باستنكار

"ماذا يعني هذا؟... هل ستترك شقيقك ليموت؟"

ردد بحنق

"لا أمي... أخبرتكِ أنني سأفعل كل ما تريدين... هلا هدأتِ وتوقفتِ عن القلق... لا تفكري في أي شيء الآن سوى أنني قريبًا سآخذ ثأركِ منهم"

واسودت عينه ليواصل

"كلهم دون استثناء"

وأسرع يقول قبل أن تنطق بشيء

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن