ابتسمت آنجيليكا وهي تتأمل تيو النائم بين ذراعيها وعيناه معلقتان على الصور الملونة في كتاب حكايات الأطفال التي تقص عليه إحداها... استمعت لتساؤلاته الطفولية بحنان وعقلها يستعيد لحظات أمومتها الأولى التي عاشتها مع شقيقها... كم اشتاقت له وقريبًا جدًا ستعود لتطفئ شوقها... خلال أيام ستسافر لتكون معه هو وكل من تحبهم... انتبهت بعد لحظات لانتظام أنفاسه فتحركت تضع رأسه على الوسادة برفق ومالت تقبل جبينه بحنان قبل أن تغادر غرفته... لمحت ليزا تجلس في الردهة شاردة بملامح يعلوها الحزن فتحركت نحوها عندما ارتفع رنين هاتف ليزا فوقفت مكانها بدهشة وهي ترى النظرة التي لمعت في عينيها... نظرة تجمع بين الحزن والتلهف... رأتها ترفع الهاتف مجيبة بنبرة ناعمة مغرقة بالدلال والعبث
"مرحبًا حبيبي... اشتقت لك"
قطبت بشك في هوية المتصل وسرعان ما تأكدت وليزا تقول
"حقاً؟ أنت هنا؟... الآن؟... لا حبيبي لا مشكلة... سآتي بالطبع"
ضحكت بإغراء قبل أن تهمس
"لا تعرف كم أتشوق لرؤيتك من اللحظة ريكاردو... لن أتأخر حبيبي"
قالتها وأرسلت له قبلة عبر الأثير وودعته... زفرت آنجيليكا وهي تراها تغلق الهاتف وتشرد مجددًا ونفس النظرة تعود لعينيها قبل أن تنهض ولم تكد تلتفت وتراها حتى شحب وجهها وهمست
"أنتِ هنا آنجي؟"
وألقت نظرة في اتجاه غرفة صغيرها
"هل نام تيو؟"
أومأت بينما تتأملها بتدقيق ثم قالت
"ما علاقتكِ بريكاردو جيوفاني يا ليزا؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تتحاشى النظر لها فتابعت آنجيليكا
"لقد لاحظت هذا من فترة ولم أتدخل... أنتِ تتصرفين بطريقة غريبة... لم يمض الكثير على لقائكما في ذلك الحفل ودخلتما سريعاً في علاقة"
فركت كفيها بتوتر وهي تردد
"لم تكن أول مرة نلتقي آنجي... تقابلنا قبل سنوات لكن لم نتقارب إلا من أشهر... لم تكن علاقة سريعة كما تظنين... تعرفنا وأُعجبنا ببعضنا وأنا بدأت أحبه و"
قاطعتها بحزم
"لا تكذبي عليّ ليز... هناك شيء آخر يحدث معكِ"
توترت بوضوح فعقدت هي ذراعيها قائلة
"ما الذي تفعلينه بالضبط ليز؟"
تنفست بقوة وواجهتها مجيبة بهدوء
"لا شيء آنجي... لا شيء"
اقتربت منها وتمتمت بتشديد
"ليزا لا تكذبي... أخبريني ماذا يحدث معك... ذلك الرجل ليس جيدا... هو ليس كما تتخيلين... إنّه خطر... لا أريدكِ أن تتأذي"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romantizmنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...