الفصل السادس والخمسون

8K 245 36
                                    

لا نرى مدى عمق الحب إلا وسط ألم الفراق"

"جورج إليوت"

"أسوأ ما يحدث ألا نعرف قيمة من نحب إلا بعد الفراق"

"جاين أوستن"

****************

تطعلت سؤدد عبر الشرفة بترقب، تنتظر قدوم عماد لمقابلة والدها، قبل أن تتحرك بتوتر وهي تزفر بحرارة... لم تستطع النوم طيلة الليل وما زال قلبها يتألم بعد ما سمعته منه... رؤيتها له بهذه الحالة كانت مؤلمة للغاية لكنّها مع هذا تنهدت ارتياحًا وهي تراه يهبط من السيارة أمام باب المطعم... أسرعت إليه وعيناها تتفحصانه بحثًا عن أي أذى .. كان ارتياحها جزئياً فهي تعلم أنّ الأذى في قلبه وروحه...

"أنت بخير؟... ماذا حدث؟"

سألته بلهفة، ابتسم بشحوب ناظراً لفستانها الأنيق

"من المفترض أنّ أُبدي إعجابي بأناقتكِ حبيبتي وأنا أحمل أخباراً سعيدة، لكنني مع الأسف أقطع احتفالكِ مع عائلتكِ لأشغلكِ بهمي"

اقتربت تمسك بكفه وهمست باحتواء

"لا تقل هذا يا أحمق... من سينشغل بهمومك إن لم أفعل أنا؟"

نظر في عينيها ليوجعها الألم الشديد المطل عبرهما... ابتسمت بمرح مفتعل وهي تشير للمطعم

"همسة بالداخل... هل تريد أن تسلم عليها؟... لا بد أنّك مشتاقٌ لها"

ازدادت دكنة الحزن في عينيه وهز رأسه

"لا سؤدد... لا أستطيع أن أقابلها... ليس الآن"

ضغطت على يده مبتسمة بتفهم

"لا بأس حبيبي"

"هل نذهب؟"

أومأت، ليفتح لها باب سيارته لتجلس في مقعدها... تابعته باهتمام وهو يتحرك أمام السيارة قبل أن يجاورها وينطلق ثم سألته بخفوت

"أين سنذهب؟"

رد بشرود

"لمكان هادئ نكون فيه وحدنا"

تأملته قليلاً ثم همست وهي تمد يدها إلى كفه

"ألن تخبرني ماذا حدث معك؟... ماذا فعلت في سفرك؟"

تنهد بقوة وأجابها

"سأخبركِ بكل شيء سؤدد... دعينا نصل أولا... لا أثق في نفسي إن بدأت بالحديث الآن... أنا بالكاد أتمالك نفسي"

لمع الأسى في عينيها لكنّها ابتسمت بحنان

"حسناً حبيبي"

ران الصمت عليهما وقلقها ازداد وعقلها يواصل تخميناته... كانت تختلس النظر إليه تراقب تعابيره بقلبٍ مثقل ولم تنتبه إلا حين أوقف السيارة عند بقعة هادئة من الكورنيش... التفتت له بتساؤل فقال وهو يترجل

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن