الفصل السابع والثلاثون

6.9K 232 40
                                    

تسارعت نبضات ليلى وهي تقطع المسافة بين غرفتها وجناح شقيقها بخطوات أقرب للركض بينما تعقد حزام روبها فوق ثياب نومها مغمغمة بتوتر

"ما الذي أعادك فجأة عماد؟... ما الذي تنتويه؟"

لمحت الممرضة تقف خارجًا بوجه شاحب فقطبت بقلق أشد ثم هتفت بصرامة

"اذهبي للخارج"

انتظرت حتى اختفت الفتاة واتجهت نحو الباب ولم تكد تمس مقبضه حتى انتفض جسدها مع صوت الرصاص فاندفعت للداخل صارخة بهلع

"عماد"

اتسعت عيناها برعب وهما تقعان على ابنها الواقف بجمود وكل خلية منه تشع غضبًا نارياً ويده ممدودة بمسدسه الذي تصاعد الدخان من فوهته... نقلت عينيها بقلب مرتعب إلى شقيقها ولم تجد الوقت لتتنهد ارتياحًا وهي تراه بخير بينما الرصاصات راشقة بالحائط وقد أخطأته بمسافة صغيرة جدًا، كان من الواضح أنّه أخطأها عامدا... التفتت مجددًا لابنها، لتقابلها نظراته الميتة فاندفعت لتقف بينهما صارخة

"لا... لا يا عماد توقف... ماذا تفعل؟"

ضغط على أسنانه صارخًا بجنون

"ابتعدي أمي"

اقتربت منه خطوة هاتفة

"لن أبتعد... ما الذي تفعله؟... هل جُننت؟... كيف تجرؤ على.."

قاطعها بعنف ويده تشتد على مسدسه وعيناه تشتعلان بجنون زادها رعبًا.

"ابتعدي أمي... لن يقف أحد أمامي اليوم ولا حتى أنت... ابتعدي"

تمتمت باضطراب وهي تحاول الاقتراب منه

"عماد بني... ماذا أصابك؟... ضع السلاح بني قبل أن.."

عاد يقاطعها بعنف أشد

"قلت ابتعدي وإلا أقسم بالله سأنسى تماماً أنّكِ أمي"

تراجعت بشحوب والصدمة تملأ عينيها بينما ترى نظراته الميتة... لم تره قبلاً بهذه الحال... تعرفه عندما يغضب لكن لا... ليس هكذا... هذا ليس عماد... ليس ابنها... انتفضت على صوته العنيف

"ابتعدي عن الطريق أمي"

سالت دموعها تتوسله برجاء

"بني... اهدأ أرجوك ودعنا نتحدث... ما الذي"

"نتحدث؟... ما الذي سنتحدث عنه أمي؟... لقد انتهى كل شيء... لم يعد هناك ما أريد التحدث عنه... انتهى"

هتف بغضب لتواصل رجاءها بحرقة وهي تقترب لتلامس ذراعه بيد مرتجفة

"لا بني... اسمعني فقط"

انتفض مع لمستها وابتعد هازاً رأسه هاتفاً بحدة

"يكفي... قلت لن أسمع شيئا... لقد اكتفيت من سماعكِ طيلة حياتي أمي... اكتفيت من أكاذيبكِ"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن