الفصل الثالث والأربعون

8.3K 236 34
                                    


قرِّب إليَّ الماءَ، إنِّي لظاميءٌ

ولديكَ أنتَ الماءُ والترياقُ

مهما تطاولَ عنكَ ليلُ صبابتي

فأنا إلى فجر المُنى توَّاقُ

ما دام لي حُلُمُ اللِّقاءِ فإنَّني

أحيا بهِ، مهما يطولُ فِراقُ

"عبد الرحمن العشماوي"

*******************

نقلت سديم عينيها بين الموجودين من أفراد العائلة، وتنفست بتوتر وهي تستعيد حديثها مع الجد رفعت حين استدعاها ليخبرها ويمهد لها الأمر... زفرت وهي تنظر إلى عمة آدم التي دخلت الغرفة بوجه شاحب وبصرها زائغ تنقله كل حين نحو الخارج... هل قلبها يشعر به؟... لولا أن الجد أخبرها بقدومه ربما كانت شعرت بالقلق على صفية وهي ترى حالتها المقلقة والتي دفعت ثريا لتنهض وتجلس جوارها تتحدث معها بقلق... كادت تنهض مشفقة عليها لتخبرها ألا تقلق وأنّ الدقائق القادمة ستحمل لها خبراً سعيدًا، في الوقت القليل الذي قضته وسطهم عرفت الكثير عنهم وعن حب والديّ سؤدد... كانت ترغب في معرفة شقيق أمها الذي لم تعرفه أبدا... أطرقت بألم تتذكر... الشقيق الوحيد الذي عرفته كان قاتلاً انتزع منها أسرتها وأمانها... انتفضت عندما شعرت بيد آدم تمسك كفها ليضغطه بحنان فالتفتت له مبتسمة بشحوب ليسألها

"أنتِ بخير حبيبتي؟"

هزت رأسها

"أنا بخير... شردت قليلاً"

قطب وهو يتأملها غير مقتنعٍ بجوابها فحاولت الابتسام لكنّها فشلت وعقلها يسترجع السبب الآخر لضيقها وقلقها... عماد اليزيدي... لا تعرف كيف سيكون رد فعلها عندما تراه... كيف يمكنها أن تقف جانبًا وهي تراه أمامها تجسيدًا لكل أعدائها؟... الجد أخبرها أنّه كان ضحية خدعة حقيرة من والدته والآن يحاول التكفير عن أخطائه... صحوته جاءت متأخرة جدًا، بماذا سيفيدها اكتشافه للحقيقة الآن؟... هل سيعيد لها ولأسرتها ما خسروه؟... حاولت الهدوء... هي لا تستطيع أن تفكر الآن وهي منفعلة... تحتاج لتتحدث مع هشام وتخبره بكل شيء وتعرف رأيه... هو وحده بينهما هي وعاصي يستطيع التحكم في مشاعره والحكم على الأمور بحكمة وروية ودون تطرف

"حبيبتي... أنتِ لستِ هنا أبدًا، ما الأمر؟"

التفتت بابتسامة باهتة

"لا شيء حبيبي"

"سديم"

ناداها بلوم حنون لتسأله

"هل أخبرك جدي؟... تعرف من سيأتي الآن؟"

زفر بتوتر وهو ينظر نحو عمته

"نعم... أخبرني قبل أيام"

قطبت مرددة بلوم

"ولم تخبرني؟"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن