الفصل الثاني والخمسون (الجزء الثاني)

6.8K 241 35
                                    


"سديم... استيقظي... سديم"

فتحت عينيها على اتساعهما وحدقت في آدم بخوف، وأنفاسها متسارعة... كان يميل عليها هامساً بقلق

"أنتِ بخير؟... هل كان كابوساً؟"

شهقت باكية وتعلقت بعنقه ليضمها وقلبه يخفق بقلق

"اهدأي حبيبتي... أنا هنا"

ربت على جسدها المرتجف حتى بدأت تهدأ فأبعدها مرددًا

"هل أصبحتِ أفضل؟"

أومأت وهي تسترخي بين ذراعيه هامسة

"كان كابوساً فقط... أنا بخير الآن"

ضمها بحنان وهو يعود بها ليستلقي على الفراش

"ما الذي يقلقكِ هكذا يا حبيبتي؟... لا تبدين بخير منذ أيام"

شردت قليلاً ثم همست

"لا شيء مهم... ربما أعصابي تلفت من كثرة التفكير... أنا خائفة كثيراً"

"مما؟"

سألها بقلق فأجابت بأسى

"لقد تحدثت مع هشام... وعدني أنّه سيتحدث مع والدته بشأني لكن حتى الآن لم يخبرني ماذا فعل وأنا قلقة من رد فعلها"

تنهد وهو يضمها أكثر

"لا تقلقي حبيبتي... ستتفهم الأمر... إنّها سيدة رائعة.... لن تظلمكِ أبدًا سديم"

وضعت يدها على صدره مغمغمة

"أعرف يا آدم... لكنني لا أريد أن أحزنها"

مال يقبل رأسها وردد بصوتٍ ناعس

"كل شيء سيكون على ما يرام حبيبتي"

تنهدت بحرارة وعادت تغمض عينيها لكنّها فتحتهما بسرعة حين تذكرت حلمها المزعج وعادت تنظر إلى وجهه النائم وقلبها يرتجف... إنّه مجرد حلم لأنّها متعبة منذ فترة وخائفة، وكلام آدم عن خوفه عليها ربما جعلها تشعر بالخوف هي الأخرى .. احتضنته بقوة فضحك بخفوت وقال

"لا تخافي لن أذهب لأي مكان"

همست وهي تغمض عينيها

"وأنا أيضاً"

صوت طرقات على الباب جعلهما يفتحان أعينهما... نظرا لبعضهما بدهشة تلاشت فور أن سمعا صوت رفيف تردد بخوف

"بابا... سولي... استيقظا"

نهضا معاً لكنّها كانت أسرع وسبقته لتفتح الباب للصغيرة التي كانت تقف حاملةً دميتها الكبيرة ووجهها الناعس غارق بالدموع... مالت ترفعها عن الأرض واحتضنتها قائلة بلهفة

"ماذا حدث حبيبتي؟... لماذا تبكين؟"

أغلقت الباب بينما رفيف لفت ذراعيها حول عنقها وغمغمت باكية

"رأيت حلماً شريراً سولي... ناديت على رامي لكنّه ظل نائماً"

مسحت على ظهرها متجهة نحو آدم الذي مال يقبل رأسها ويمسح على شعرها

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن