الفصل الخامس والخمسون

8.8K 260 30
                                    


يدك التي حطت

على كتفـي

كحمامـة نزلت لكي تشرب

عندي تسـاوي ألف أمنيـة

يا ليتها تبقى ولا تذهـب

تلك الجميلة كيف أرفضهـا

من يرفض السكنى على كوكـب

قولي لها تمضـي برحلتها

فلها جميع، جميع ما ترغـب

"نزار قباني"

*********************

حركت رهف رأسها في ضيق ورفعت كفها تزيح الشيء الذي تحرك فوق وجهها بنعومة وزمت متمتمة بنعاس

"أمي... دعيني أنام قليلا... لقد نمت متأخراً"

تسلل صوته المشاكس إلى أذنها

"لماذا نمتِ في وقت متأخر عسليتي؟... كنتِ ساهرة تفكرين فيّ؟"

فتحت عينيها على اتساعهما قبل أن تغلقهما بألم من الضوء الساطع وهتفت بتذمر

"لماذا فتحت الشرفة أيها المزعج؟... أغلقها وغادر غرفتي"

حرك الوردة فوق بشرتها ضاحكاً

"صباح الورد يا كسولة... هيا استيقظي"

تأفتت وهي تدور معطية إياه ظهرها قائلة بحنق

"أخرج ودعني أنام يا عاصي وإلا سأقتلك حقاً"

مال نحوها وقبّل خدها بقوة فصرخت منتفضة في فراشها

"تبًا، ماذا أصابك هذا الصباح؟"

توقفت عيناها على الوردة وضاقت عيناها بتنمر

"هل... هل قطفت إحدى ورداتي أيها الـ"

قاطعها ضاحكاً وهو يضع الوردة على شفتيها

"يا لكِ من حبيبة قاسية... هل هذا ردكِ العاطفي على تحيتي الصباحية؟"

زمت شفتيها مزمجرة فضحك مجيبًا

"لا جميلتي... ورودكِ الغالية في أمان... انظري"

أشار لجانبها فالتفتت لتجد باقة كبيرة من الورود بينما يقول

"عرفت أنكِ ستقتلينني إن سرقت وردتكِ المسكينة فطلبت باقة خصيصاً لأهديكِ إياها"

التقطت الباقة وابتسمت وهي تأخذ نفساً عبقاً بعطرها ورقت نظراتها لتهمس

"شكراً لك... هذه أجمل تحية صباح تلقيتها منك"

تأوه ممسكاً بقلبه وتمتم بحزن مفتعل

"هل هي أحلى من قبلاتي؟"

رمقته شذراً قبل أن تغلبها ابتسامتها مع غمزته فهمست

"هل هناك في أمل أن تتغير؟"

ضحك ملامساً خدها بحب

"لا حبيبتي... تحملي مزاجي العاطفي ومغازلاتي لأنني سأحاصركِ بها كثيراً حتى توافقي على زواجنا"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن