فتحت همسة حاسوبها المحمول بشرود وتنهدت وهي تفتح أحد تطبيقات التواصل لينقبض قلبها مع رؤيتها عشرات الرسائل والاتصالات من صديقتها جانيت التي توقفت عن الاتصال بها منذ فترة... دمعت عيناها وهي ترى مبلغ القلق الذي سببته لها.... حركت يدها تنوي محادثتها حين ارتفعت طرقات على باب غرفتها لتردد وهي تغلق الحاسوب
"تفضل"
انفتح الباب ليطل وجه هشام مبتسماً بحنان
"هل يمكنني الدخول؟"
نهضت قائلة بابتسامة باهتة
"بالتأكيد تفضل"
دخل وعيناه تتأملان وجهها الشاحب ليتنهد بأسى ويقول
"كيف حالكِ يا همسة؟"
"بخير حمدًا لله"
همست بشحوب ليمط شفتيه قائلاً
"لا أراكِ كذلك"
أطرقت دون رد ليتابع
"اعتقدت أنّكِ ذهبتِ مع راندا لزيارة صديقتها"
تنهدت وهي تفكر في محاولة راندا إقناعها بالخروج معها وحديثها غير المنقطع والأقرب للثرثرة غير المنطقية، وهي تخبرها عن صديقتها سمراء وعبثًا حاولت إقناعها بأنّها ستعرفها على شقيقتها الصغرى التي تقربها في السن لتتخاذل في النهاية مقتنعة بالهزيمة وهي شعرت بالضيق لأنّها أحزنتها لكنّها لم تستطع.... تشعر باختناق شديد وخوف وقلبها لا يتوقف عن القلق.... انتبهت على صوت هشام يقاطع أفكارها
"تحتاجين لتغيري جواً يا همسة.... كنت أتمنى لو خرجتِ مع راندا"
"ربما في مرة أخرى"
همست بخفوت فمال نحوها قائلاً بمرح
"حسنا... هل هناك شيء تريدين فعله لنتخلص من هذا المزاج السيء الذي يسيطر على الأجواء؟"
رمقته بامتنان لثوان ثم همست
"أنا آسفة"
"لماذا الأسف عزيزتي؟"
دمعت عيناها وهي تجيبه
"أنا أتعبكم معي... أنتم تحاولون كثيراً لتسعدونني وأنا لا أسبب لكم سوى الضيق والألم"
هز رأسه نفياً
"لا تقولي هذا عزيزتي... أنتِ أختي الصغيرة همسة وما يؤلمكِ يؤلمنا.... أعرف أنّكِ قوية وحكيمة وذات قلب قوي.... الحزن والألم لا يليقان بك.... انسي كل شيء وركزي على سعادتكِ وسترين أن كل شيء سيصبح كما تتمنين وأكثر"
ابتسمت بأسى وغمغمت
"أشعر أنّه مرت سنين طويلة منذ آخر مرة ابتسمت فيها حقاً"
قطب بضيق بينما تواصل
"أنا أحاول... أحاول حقاً أن أتجاوز حزني وألمي لكن أحياناً يكون الألم أقوى من كل محاولاتنا لإدعاء عدم وجوده"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romantizmنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...