الفصل الحادي عشر

9.5K 229 9
                                    

وإني لتعروني لذكراكِ رعدة... لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ

وما هو إلا أن أراها فجأة... فأُبهت حتى ما أكادُ أُجيبُ

وأُصرف عن رأيي الذي كنت أرتأي... وأنسى الذي حُدِثتُ ثم تغيبُ

ويُظِهر قلبي عذرها ويعينها... عليّ فما لي في الفؤاد نصيبُ

وقد علمت نفسي مكان شفائها... قريبًا وهل ما لا يُنالُ قريبُ

حلفتُ بربِ الراكعين لربهم... خشوعاً وفوق الراكعين رقيبُ

لئن كان بردُ الماءِ عطشانَ صاديًا... إليّ حبيبًا، إنها لحبيبُ

عروة بن حزام

"قتيل العشق"

********************

توقف قلب آدم وهو ينظر لوجهها الشاحب وهمس برفض

"لا يا إيف، لا تذهبي، لا تفعلي هذا بي. أنتِ لن تتركينني، لا"

جاوبه صمتها وشعر بقدميه تخذلانه وهو يضمها بلوعة

"لا ترحلي أرجوكِ، لا... ليس أنتِ أيضًا"

خانته دموعه وشعر بقلبه يتفتت، ليدفن وجهه في عنقها يبكي بوجع

"أنا أحبكِ أنا آسف، لا ترحلي. لا تذهبي وأنا سأغفر لكِ كل شيء. أرجوكِ"

هتف فيه عقله أن ينهض ويبحث عن النجدة، أخبره أنها ما زلت تتنفس. لن تتركه بعد أن وجدها، لكنّ جسده كان مكبلاً، ولم يستطع سوى احتضانها متوسلاً أن تفتح عينيها ليغفر لها، ليغفرا لبعضهما وينسيا كل شيء. انتفض عندما أحس بها تحرك رأسها بضعف، هتف اسمها لكنّها لم تفتح عينيها، قلبه عاد لينبض مع حركتها الضعيفة وهتف وهو يتماسك ليسرع عائدًا للبيت

"ستكونين بخير، لن أسمح لكِ بالرحيل أبدًا، هل تسمعين؟ أبدًا"

دخل مسرعًا نحو غرفته الخاصة ووضعها على فراشه ثم أسرع ليملأ حوض الاستحمام وعاد ليحملها ووضعها برفق في الماء، انتفضت متأوهة فاحتضنها هامسًا

"لا بأس يا حبي، لا بأس. ستكونين بخير"

أسرع إلى هاتفه يتصل وجسده يرتجف، وهتف ما أن سمع صوت محدثه الناعس

"خالد، هل عادت زوجتك من السفر؟ هل هي معك الآن؟"

صمت لحظة قبل أن يرد بحدة ساخرة

"هل تتصل في هذه الساعة لـ"

قاطعه هاتفًا بجنون

"تبًا يا خالد أعطيني زوجتك حالًا"

"ما الأمريا آدم؟ ماذا فعلت؟ هل"

قاطعه بارتجاف وهو يصب الماء على رأسها، بينما ترتعش مثيرة رعبه أكثر

"أرجوك، أحتاج مساعدة سمر. أعطها الهاتف أرجوك"

أدرك أن الوضع خطر، فهتف ينادي زوجته، ليأتيه صوتها بعد ثوان

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن