الفصل التاسع والعشرون (الجزء الأول)

6.6K 214 27
                                    

هتف سامر بحدة في هاتفه

"ما الذي لا تفهمينه في كلامي؟... أخبرتكِ ما عليكِ فعله... سهى .. أنتِ لا تريدين إغضابي عزيزتي... لن يعجبكِ أبدًا"

وصله صوتها مترددًا ليرد بمهادنة

"جميلتي... لقد وعدتِني... قلتِ أنّكِ ستقفين جانبي حتى أنتقم ممن طعنوني في ظهري وأستعيد حقي منهم... هل كنتِ تكذبين عليّ؟... كنتِ تدّعين حبي إذن؟"

لوى شفتيه وهو يسمع إنكارها الضعيف ثم همس بنعومة زائفة

"إذن جميلتي... ستساعدينني حتى أنهي مهمتي لأتفرغ لنا... لقد تحدثت مع أمي بشأنكِ وتريد رؤيتكِ لكنّها لن تعود إلا بعد أن أنتقم لأسرتنا... أنتِ ستساعدينني كما وعدتِني، أليس كذلك؟"

كتم زفرة ملولة وهو يستمع لها ثم تابع

"حسنا... سأرسله لكِ مع أحد الرجال... كوني حذرة وأنتِ تذهبين للقائه، اتفقنا؟... حسناً جميلتي... أراكِ قريبًا"

أغلق الهاتف وألقاه جانبًا وهو يهتف

"فتاة غبية"

جلس على طرف فراشه مقطبا... لن تأتي الآن وتفسد خطته بترددها... هل أخطأ باختيارها وظنّ أنّه لفها حول إصبعه؟... تبا... لن يسمح لها بإفساد كل شيء... نهض متحركاً ليقف في شرفته وأخذ نفساً عميقاً محاولاً التفكير بهدوء... لا بأس، بالتأكيد ستوافق في النهاية... ستكون أداته لينتقم من هشام... ذلك الوغد نجى من الحادث، لكنّه لن يرحمه... سيبدأ بطفله اللعين، سيتخلص منه قريبًا وبعدها من والده وعندما تتحطم راندا وتسقط سيمد يده ويلتقطها خالصة... سيعلمها ثمن التخلي عنه وستصبح أسيرته للباقي من عمرها.

غرس أصابعه في شعره بعصبية وعقله يأخذه لمنحنى آخر أكثر إزعاجًا .. عماد وفهد يخططان لشيءٍ ما، وهو لا يستطيع الوصول إليهما ليعرف ما يخططان له، لكنّه يستطيع التخمين... فهد تغير منذ عاد والتقى والده... تُرى ماذا حدث بينهما؟... هل أخبره بشيءٍ يخص الماضي؟... كيف؟... علاقتهما من الأساس سيئة ولن يعترف له بشيء... قطب بشك... أو ربما لا... هو لا يعرف كيف يفكر خاله الآن... بالنسبة له لم يكن أكثر من رجل مقعد لا يستطيع الكلام ولا خطر منه، وما يعرفه عنه يجعله متأكدًا أنّ ضميره لن يستيقظ أبدا... حتى في وضعه هذا كان متأكدًا أنّه ما زال نفس الشيطان الذي كانه قديماً وما أصابه لم يغير فيه ذرة... تُرى هل كان مخطئاً؟... لما يزيد عن الخمسة عشر عاماً وهو أسير جسده ومقعده... مدة طويلة للغاية... يمكنها أن تُغير تفكير أي شخص، لكن هل يمكنّها إيقاظ ضمير شيطان مثله؟... لا يعتقد هذا لكن الحذر واجب... المهم الآن... رجاله الأغبياء لم يتمكنوا من معرفة ما يفعله عماد... شقيقه ثعلب ماكر ويعترف له بهذا... كل خطواته محسوبة وأولئك الأغبياء لا فائدة منهم في مواجهته... ضرب سور الشرفة بقهر متمتماً

"اللعنة عليك منذر... لقد أفسدت كل شيء"

لا يمكنه طلب مساعدته بعد ما حدث... لم يعد أمامه سوى حل واحد... يجب أن يعود ليكون بقربهما... لن يعتمد على أولئك الحمقى .. الآن لا يملك أحدًا يثق به سوى نفسه... يجب أن يعود وبخطة تنطلي عليهما... سيحتاج كل قدراته التمثيلية ليقنع شقيقه بصدق نواياه... حسنا... يمكنه إخباره ببعض المعلومات التي لن تضر مع القليل من التمثيل وإبداء الندم على أخطائه التي ارتكبها مخدوعاً.. زفر بقوة وهو يهز رأسه

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن