الفصل الثامن والأربعون

6.6K 215 46
                                    

بين عينيك موعدي

وأنا أحمل أيامي وأشواقي إليكا

وأرى في الأفق النائي يدًا تمتد كالوعد وتهفو

وأراني نحوها... طوع يديكا

من قديم الدهر كانت نبضة مثل اهتزاز البرق

مثل اللمح

شيء لست أدريه احتواني

فتلاصقتُ لديكا... يومها

وارتعشت عينان

أغفى خافقان

استسلما للخدر الناعم ينساب ويكسو وجنتيكا

يومها واتحدت روحان

أغفت مقلتان

اختارتا حلماً بريء الوجه حلو السمت

عشناه ندياً أخضر اللون وضيئاً

وقرأت العمر مكتوبا...هنا... في مقلتيكا

"فاروق شوشة"

اختلس راجي النظر بقلق نحو فهد الذي لم ينطق بحرف منذ غادرا منزل المربية... لا يلومه أبدًا فما قالته كان صدمة جديدة لصديقه الذي لم يفق بعد من الصدمات الفائتة... زفر شاعراً باختناق وإحساس الذنب عاوده لأنّه لم يفكر في البحث ليتأكد من صحة ما قاله عماد حين طلب مساعدته قبل خمس أعوام، كان يمكن للكثير أن يتغير... كان سيعثر بالتأكيد عن معلومات تخص والد صديقه، عن الليلة التي مات فيها، كان يمكنه اختصار الكثير من الألم والمعاناة التي يعيشها صديقاه الآن... رباه... هو أيضاً لا بد أنّه يحمل ذنب ما أصاب عائلة رضوان... لماذا لما يشك لحظة في كلام صديقه واكتفى بتنفيذ ما طلبه منه؟... هو أيضاً مذنب وببشاعة.... ازداد انقباض قلبه وتصاعدت المرارة في حلقه فأسرع يقول ليتخلص من أفكاره الخانقة

"ماذا ستفعل الآن يا فهد؟... لقد تعقدت الأمور أكثر"

ندم فور نطقه للكلمات، بينما لم يرد فهد وحاجباه ازدادا انعقادًا، ولمح عرقاً ينتفض في فكه فعاد يردد

"فهد... لا تعذب نفسك بالتفكير، كل هذا حدث في الماضي ولم يكن لك يـ..."

قاطعه بصوتٍ ميت زاده قلقاً وهو يتخيل حجم البركان المكبوت داخله

"لا أعذب نفسي بماذا يا راجي؟... هل بقى شيء لم يفعلوه قد يفاجئني يوماً؟... انتهى الأمر... لم يعد يهم أي شيء بعد الآن"

"فهد... لا تيأس هكذا... لا بد أنّه ما زال هناك أمل في.."

صرخ بقهر وهو يضرب تابلوه السيارة أمامه

"لا أمل.... انتهى .. كل شيء انتهى يا راجي، هل سمعت؟... انتهى"

انقبضت يداه على المقود بينما يقول برفق مناقض

"أعرف أنّ ما سمعته كان قاسياً، لكن... تحكم في غضبك أرجوك... الغضب لن يحل شيئاً"

ضحك بمرارة مرددًا

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن