الفصل الحادي والخمسون (الجزء الأول)

7.1K 236 18
                                    

لا أعرف يا سؤدد... لا يمكنني مساعدتكِ دون علم هشام"

همست راندا وهي تجلس في مواجهة سؤدد بغرفة الجلوس لتلميل الأخيرة قائلة

"بالطبع سأتحدث معه، لكنني أريد أن أتأكد إن كانت هي سترغب في مساعدتي"

تنهدت راندا بحرارة وتمتمت

"لا أشك أنّها ستفعل... المسكينة كانت لتوها تتوسلني أن أطلب منه أن يسمح لها بزيارتهما... هي قلقة كثيراً بشأنهما وتشعر أنّهما في خطر"

غامت نظراتها وهمست بمرارة

"لو تعرف كم هي محقة"

رمقتها بدهشة فمطت شفتيها قائلة

"سأخبركما بكل شيء... هل يمكنكِ أن تخبريها أنني أريد رؤيتها؟"

قالت مبتسمة

"هي قادمة من نفسها، لم تتمالك نفسها عندما أخبرتها أنّكِ قد تحملين أخباراً عنه"

زفرت مطولاً لتقول راندا وهي تتأمل ملامحها المجهدة بقلق

"ما الأمر يا سؤدد؟... لا تبدين بخير هذه الأيام.... أخبريني ما بكِ؟"

عادت تتنهد بحرارة

"لا أعرف ماذا أخبركِ يا راندا... كل شيء معقد من حولي، كنت أتخبط مؤخراً مع نفسي، غاضبة وناقمة وأرفض فتح عينيّ وعندما أفقت لنفسي أخيرا... أشعر أنّ الأوان قد فات... كأنّ القدر يعاقبني على حماقتي وعنادي"

ابتسمت راندا وقالت

"أفهمكِ جيدا... العناد يوصلكِ في النهاية لتلك النقطة حيث تقولين آه لو أنني لم أفعل... آه لو كنت أقل حماقة وعنادًا"

أومأت قائلة

"لا أحب الشعور بالهزيمة أبدا... حتى لو كنت اتخذت قراري متأخراً فأنا لن أسمح لأي شيء بإعادتي للصفر"

رمقتها بتساؤل بينما تنفست سؤدد بعمق والتفتت لها مرددة

"هل تعتقدين أنّ هناك أمل راندا؟"

"في أي شيء؟"

هزت كتفيها، وردت

"في أن تُحل هذه العقدة... همسة واقعة في المنتصف بين الجميع... ذنب عماد وأسرته تجاه عائلة رضوان، خطاياهم كبيرة ولا يمكن غفرانها... أنا أشفق عليه... ولا أعتقد أن هناك أمل أن يتجاوز هشام وأسرته ما حدث"

وصمتت قليلاً قبل أن تتابع

"أنا سامحت أبي وعماد لأنّه لم يكن لهما ذنب حقيقي فيما حدث قديما... كانت خيبة أملي فيهما وشعوري بالخذلان فقط ما منعاني عنهما... لكن... من آذوني قديما... لا يمكنني أن أغفر لهم ولو ركعوا أمامي يتوسلون الغفران"

اسودت عيناها بكراهية شديدة انقبض لها قلب راندا... لم تكن تعرف تفاصيل ما حدث، لكنّها كانت واثقة أنّ شيئاً مرعبًا قد أصابها حين اختُطِفت... كانت تخشى أن تسأل... سؤدد تأذت ببشاعة.... انقطعت أفكارها مع صوت خطوات قريبة، فالتفتت لتجد همسة تدلف بارتباك فنهضت مبتسمة

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن