دلف عماد إلى البيت بهدوء لم يلبث أن استشعره يملأ المكان إلا من صوت موسيقى هادئة رقيقة يأتي من ناحية غرفة نومهما... ارتسمت ابتسامة عاشقة على شفتيه وهو يتجه إلى هناك ممنياً نفسه برؤيتها والحصول على بعض الراحة فوق صدرها بعد يوم شاق في عمله... ابتسامته بهتت وهو يقف عند باب الغرفة ونبض قلبه بألم وعيناه تقعان عليها غارقة في النوم وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة بينما ذراعها التفت بحنان وحماية حول الجسد الصغير النائم في حضنها... تحرك بقلب مرتجف نحو الفراش وجلس ببطء قربهما... تأمل ملامحها المسترخية وابتسامتها كأنها ترى حلماً سعيدا... نقل عينيه لملاك الصغيرة ليدرك السبب خلف سعادتها وحلمها... مد يدًا مرتجفة ليلامس الخصلات الشقراء للصغيرة والتي ناقضت ببياضها وشقرتها، سمرة خالتها وسواد شعرها... رغماً عنه ابتسم بحنان وهو يتأملهما معاً ورغماً عنه أيضاً أعاده عقله بقسوة لآخر مواجهة حدثت بينهما بعد أن تعبت سؤدد من أسلوب اللف والدوران الذي كان يتبعه معها، وقررت مواجهته بحسم... واجهته بشدة وهو حاول التهرب كعادته لكنّها أصرت... تذكر ابتعادها عنه وانتزاعها لنفسها من بين ذراعيه وهي تهتف بوجع
"لا تكذب عليّ عماد... أنا ادعيت تصديقك بالبداية... قلت أننا بأول زواجنا ونريد أن نتمتع بوقتنا قليلاً دون مسؤوليات، لكن"
تحشرج صوتها فحاول الاقتراب منها لكنّها ابتعدت أكثر وهي تشد الغطاء إلى صدرها أكثر تداري جسدها ولم تستطع التحكم في دموعها ليهمس بألم
"سؤدد... صدقيني... الأمر فقط أن"
قاطعته هاتفة بحرقة
"لا تراوغ أكثر عماد... لا تراوغ لقد اكتفيت... قلها صراحة... أنت لا تريد أطفالاً مني"
ردد بعذاب وهو يحاول إعادتها لحضنه
"لا تقولي هذا يا عمري... أنا"
رفعت يدها في وجهه مرددة بوجع
"يكفي... لقد تغافلت عن رؤية ما هو واضح كالشمس... صدقت سبب إصرارك على وسيلة المنع... قلت بعد قليل سيفكر في الإنجاب... لن يحرمكِ من أن يكون لكما طفل... ثمرة صغيرة لحبكما"
أغمض عينيه بتعب وتنفس بقوة بينما كلماتها الباكية تحرق قلبه
"لكنني عرفت أنك كاذب عماد... أنت لا تريد أطفالاً"
"حبيبتي أرجوكِ"
هتفت وهي تضرب يده التي مستها
"لا تلمسني"
تراجع بشحوب بينما عادت تهمس بلوعة
"أنت لا تعرف كيف كان وجهك يشحب عندما يذكر أحدهم أمر الأطفال أو يدعو لنا بهم... لم تر نفسك يوم ولدت ملاك وحملتها في حضني وقلت لك مازحة أريد طفلة مثلها بسرعة... بدوت مرتعبًا ورافضاً"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Lãng mạnنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...