لوحت همسة بكفها لزميلاتها وهي تغادر مبنى الجامعة واتجهت بخطوات سريعة إلى حيث اعتاد سائق العائلة انتظارها... توقفت فجأة عندما لمحت سيارة أخرى بدل سيارتها وخفق قلبها وهي تراه يغادرها... أشار لها بكفه لتهتف اسمه بسعادة بينما تراه يتحرك نحوها وعلى شفتيه ابتسامة واسعة فأسرعت تجري إليه دون أن تهتم لأنظار بقية الطلبة التي اتجهت نحوها... توقفت أمامه تلهث مبتسمة وقالت وعيناها تلمعان
"فهد... ماذا تفعل هنا؟"
ابتسم مشاكساً
"ماذا سأفعل هنا برأيكِ؟... لم آت لأغازل فتيات الجامعة بالتأكيد"
زمت شفتيها وهي تنظر حولها ولمحت بعض الفتيات ينظرن نحوه بفضول وانبهار فقطبت بغيرة وأسرعت تمسك كفه وتشده
"هيا بنا من هنا... وإياك أن تأتي مجددًا"
ضحك وهو يتحرك معها حتى سيارته التي استقلتها بسرعة وهي تهتف بحدة
"هيا أسرع لنغادر"
هز رأسه مبتسماً وأسرع يحتل مقعد القيادة وقال وهو يرمق وجهها المحمر من الغيرة وبعض الغضب
"ما بكِ يا طبيبتنا الصغيرة؟... هل شعرتِ بالغيرة؟"
زمت شفتيها بينما قاد السيارة مبتعدًا ليكمل بنبرة حزينة
"وأنا الذي قلت ستسعدين برؤيتي؟... يبدو أنني سأندم على تفكيري في مفاجأتكِ"
التفتت له قائلة بسرعة
"لا تقل هذا... أنا فرحت جدًا"
واحمر وجهها وهي تنظر لابتسامته
"لقد كانت مفاجأة جميلة حقا... أنا فقط..."
عضت على شفتها فقال بضحكة مستمتعة
"غرتِ علي... لا تنكري"
قالت وهي تكتف ذراعيها
"لماذا سأنكر؟... أنا غرت فعلا... لذا لو سمحت لو فكرت مرة أخرى في القدوم لكليتي لا تغادر سيارتك"
صدحت ضحكته أكثر في السيارة
"أنا أتحدث جديا... لا أريد أن تراك باقي الفتيات"
اتسعت ابتسامته الخبيثة
"وماذا عني أنا؟... ألا يحق لي أن أغار؟"
قطبت بتوجس واعتدلت بارتباك متوقعة جملته التالية
"وهل منعتك من الغيرة؟"
رفع حاجبًا شريراً وهو يرد
"إذن لماذا غضبتِ عندما طلبت منكِ ألا تذهبي مع والدتكِ لتزوري بيت خالكِ؟"
زمت شفتيها وهي تفكر... يبدو أنّها ستظل تندم على كذبتها طيلة حياتها... رفعت رأسها مرددة بهدوء
"لأنّك كنت غير منطقي بالمرة"
"حقاً؟"
أجابت بتأكيد
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...