سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)

الفصل السادس والثلاثون (الجزء الأول)

هتف عاصي بضيق وهو يلقي جسده على المقعد

"حسناً هشام... فيما تريد أن تتحدث معي؟... لو كنت ستتحدث بشأن ما"

قاطعه وهو يجلس على المقعد المقابل

"اهدأ أولاً عاصي... انفعالك هذا آخر ما أحتاجه الآن"

زفر مشيحًا بوجهه فتنهد هشام بتعب

"أرجوك عاصي... أعرف أنني أخطأت لكنني لم أملك خيارا... أنت أخي قبل أن تكون ابن عمي... تعرف أنني أثق بك أكثر من نفسي وأنني لن أخفي عنك شيئاً إلا لظني أنني أحميك لا أكثر"

قطب مرددًا بغير رضا

"لقد جرحني بشدة ما فعلت هشام... ضع نفسك مكاني"

مد يده يقبض على كفه قائلاً بأسف

"أعرف وأنا آسف... آسف بشدة عاصي لكن أرجوك تفهمني... ضع نفسك مكاني... كنت ستفعل الشيء ذاته"

قطب حاجبيه معترضاً ليسرع هشام قائلاً

"أنا أثق بك وأعتمد عليك عاصي... أسرتنا تمر بوقت عصيب وأحتاجك معي... كنت محقاً في رفضك أن أخفي عنك شيئاً وأنا... أنا حقاً تعبت من حمل كل هذا وحدي... تعبت من الحرب بمفردي"

ارتفع حاجباه بحيرة وردد بقلق وهو يتأمل ملامحه المتعبة

"أخي... ما بك؟... لم أرك قبلاً بهذه الحال... أخبرني ماذا يحدث؟... أنا في ظهرك دائماً هشام؟... لماذا تحارب بمفردك؟... أخبرني كل شيء"

زفر بحرارة وهو يرمقه برجاء كأنما يتوسله أن يتفهمه قبل أن يطرق قائلاً

"أعرف أنّك في ظهري ولهذا لا أحتاج غضبك... أريدك أن تسمعني بتعقل وهدوء قبل أي تصرف... لا تؤكد لي أنني كنت محقاً في إخفائي بعض الأمور عنك"

"هشام ما الأمر؟... أنت تقلقني حقاً"

تنفس بقوة ثم أجابه

"حسنا... هل تتذكر اليوم الذي سافر فيه والداك في تلك الرحلة؟"

تصلب جسده وانقبض قلبه بعنف مستعيدًا الذكرى بينما تابع هشام

"ذلك الحادث الذي فقدناهما فيه"

لمعت عيناه بدموع مكتومة وقبض كفيه بشدة

"كان مُدبراً يا عاصي"

رفع رأسه مجفلاً يحدق فيه بصدمة ورفض ثم هتف باستنكار

"ماذا تقول يا هشام؟... أي حادث هذا الذي كان مدبراً؟"

أجابه باختناق

"الحادث الذي رحل فيه والداك عاصي... كان متعمدا... أحدهم دبر الحادث ليتخلص منهما"

تجمد جسده وهو يحدق فيه محاولاً استيعاب ما سمع... يشعر أنّه في كابوس يجب أن يستيقظ منه حالا... تمتم بآلية

"من؟... من سيفعل هذا بهما؟"

ارتفع صوته تدريجياً حتى غادر شرنقة الصدمة ليتردد بحرقة