تحرك شهاب بتوتر في ردهة الطواريء وأصابعه تُحرك حبات مسبحته مستغفرا... عيناه على الغرفة التي اختفت داخلها شاهي... تنفس بقوة وهو يخلل أصابعه في شعره... هذا ما كان ينقصه... كل الوضع المتوتر في حياته وتأتي هذه المرأة الآن لتدمر الباقي من أعصابه... أخرج هاتفه بعصبية مرددًا
"حسناً يا شاهد... لنرى آخر مصائبك... يبدو أنني دللتك كثيراً أيها الوغد... سأقتلك اليوم حتماً"
كان يبحث عن رقم شقيقه في اللحظة التي غادر مراد طواريء الجراحة وهو يهتف في راجي حانقاً
"ارحمني من ظلك الثقيل وثرثرتك قليلاً راجي... يكفيني ما حدث"
تمتم معترضاً
"وهل أنا من كنت أقود السيارة بجنون وتسببت في الحادث؟... انظر لقد أضفت جروحًا إضافية لقائمة جروحك الطويلة ولم تكتف بهذا بل تسببت في جرح جبيني وشوهت وجهي الوسيم وإصابة سيارتي العزيزة أيضاً"
التفت يحدق في جرحه الذي تم تقطيبه وردد بملل
"لم يطلب منك أحد أن تلحق بي... لست طفلاً راجي"
زفر بحنق
"اللوم عليّ أنا الآن... هل رأيت حالتك؟... لقد خشيت أن تتسبب لنفسك في مصيبة وكنت محقا... ما كان الداعي لتهورك، كنت ستجدها أسرع؟"
تنهد بقوة وقال
"لقد خذلت عماد يا راجي... لقد كلفني بحمايتها و"
"لم يكن ذنبك مراد... أنت لم تكن بالبيت... عماد كلّفك بحمايتها في حالة غيابه وهو كان بالبيت حين غادرت... ثم إنّنا تأكدنا أنّها أصبحت في أمان حمدًا لله... أسرة رضوان لا يمكن أن تكون خطراً عليها"
أغمض عينيه مرددًا
"ماذا لو كان أصابها مكروه؟ أو وجدها رجال سامر؟"
تأمله ملياً وقال
"مراد... هل أنت مهتم بأمر همسة؟... هل تحبـ"
التفت هاتفاً بسرعة
"ما الذي تهذي به؟... أنا أهتم بأمرها فقط لأنّ عماد كلّفني بحمايتها ولم أقم بواجبي... بالله عليك إنّها مجرد طفلة في عمر ابنتي"
ابتسم بخبث
"آه طفلة في عمر ابنتك.. إذن لا بد أنّ فهد في عمر جدها... ومع ذلك هو لا يراها طفلة أبدا... على أي حال لا أرى فارق العمر بينكما مشكلة أبدًا"
قبض على ياقته هاتفاً بحدة
"هل ستتوقف عن هذيانك هذا راجي أم تريد أن تموت اليوم على يدي؟"
ربّت على كفه قائلاً بمرح
"اهدأ يا رجل كنت أمزح... أحببت أن أطمئن على قلبك فقط... لا أريد لفهد أن يقتلك لو شك أنّ"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...