تنفس فهد بصعوبة وهو يقابل نظرات رفعت هاشمي الثاقبة التي جعلت قلبه ينقبض بتوتر ازداد مع ابتسامته الهادئة وهو يقول
"مرحبًا بني... لا بد أنّك فهد، صحيح؟"
هز رأسه بصدمة وذهول، لتتسع ابتسامته وهو يردف
"هل ستجعلني أقف طويلاً بني؟"
تراجع بحرج وقال بارتباك مشيراً للداخل
"بالطبع لا... تفضل سيد رفعت"
دلف مستندًا إلى عصاه ورافقه بخطوات هادئة في نفس اللحظة التي كانت همسة تغادر الغرفة مفكرة بدهشة في رد فعل أحمد اليزيدي الذي بدا أنّ الروح دبت فيه فجأة ما أن أخبرته اسم زائره واعتدل في فراشه بملامح تتألق بشراً وسعادة جعلتها رغم حيرتها تشعر بالسعادة لأجله... وجدت فهد يقف بوجه شاحب وقد بدا أنّ صاعقة ضربته... شعرت بالقلق عليه واقتربت منهما وابتسمت عندما قابلتها ابتسامة ضيفهم اللطيفة لتقول
"تفضل سيدي... عمي أحمد ينتظرك بغرفته"
رمقها بحنان
"شكراً لكِ صغيرتي... هلا رافقتِني إليه؟"
أومأت وتحركت معه لولا أن أسرع فهد يقول بسرعة
"أنا سأفعل... اذهبي أنتِ لغرفتكِ"
قطبت ترمقه بضيق واستغراب وكادت تعترض، لكنّه أسرع يمنعها وهو يشير قائلاً
"تفضل سيد رفعت... من هنا"
تابعتهما بعينيها في حنق قبل أن تتجه لغرفتها ضاربة الأرض بقدميها... حسناً فهد سليمان... أنت تصر على إغضابي أكثر... ذرعت غرفتها بخطوات غاضبة مقطبة حاجبيها... العنيد... لم يعتذر لها وينتظر منها هي أن تعتذر... في أحلامه... هو من عليه الاعتذار... كان يجب أن تخنقهما معا... ويجرؤ على الغضب منها؟!... انقطعت أفكارها عندما انفتح الباب فجأة لتلتفت وارتفع حاجباها بدهشة وهي تراه يندفع للداخل بملامح مكفهرة جعلتها تتراجع بقلق متمتمة
"فهد... ما الأمر؟... ما الـ"
اندفع نحوها لتتراجع واصطدمت بحافة فراشها لتسقط فوقه وحدقت فيه بارتباك
"لماذا أنت غاضب هكذا؟... ما الذي حدث؟"
لم يجبها وهو يدير عينيه في الغرفة قبل أن يندفع ليلتقط معطفها الطويل وعاد يلقيه نحوها قائلاً
"ارتدي هذا... سنخرج"
اتسعت عيناها وهي تنظر له كأنّه مجنون لتنتفض مع هتافه
"هيا انهضي"
هتفت بحنق
"ما الذي تقوله؟... ألم تقل أنني معاقبة ولن"
"والآن قلت أننا سنخرج... هيا"
قاطعها بنفاذ صبر وهو يشدها لتقف والتقط المعطف يلبسها إياه قسراً فوق بنطالها الجينز وبلوزتها القطنية لتهتف بغضب
![](https://img.wattpad.com/cover/163614143-288-k695912.jpg)
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romantizmنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...