الفصل الخامس والأربعون

7.2K 236 18
                                    


أغار عليك من نفسي ومني

ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني

إلى يومِ القيامةِ ما كفاني

"ولادة بنت المستكفي"

*********************

"لو أخبرني أحد قبل أشهر أنني سأرى هذا اليوم لاتهمته بالجنون"

قالت راندا وهي تقف جوار سديم التي جلست أمام المرآة تتأكد من اللمسات الأخيرة لزينتها وابتسمت ناظرة لها عبر المرآة وردت بسخرية

"أو ربما كنتِ قتلتِني ساعتها ببساطة"

ضحكت موافقة

"من كان يعتقد أن المرأة التي كنت أكرهها وأغار منها على زوجي، هي في الحقيقة زوجة أخي... كم الدنيا صغيرة"

همست سديم بشرود

"لا أصدق كم هي صغيرة بالفعل"

همست وهي تسترجع شريط حياتها وأقدار كل الشخوص التي التقت عندها لتغزل قصة حياتها... شعرت براندا تميل عليها وتلامس كتفها برفق

"ما الأمر سديم؟... فيما شردتِ؟"

رددت بضحكة مفتعلة

"لا شيء... أعتقد أنه توتر ما قبل الزواج"

رفعت حاجبًا ساخراً وقالت

"توتر ما قبل الزواج؟....على أساس أنكِ تتزوجين للمرة الأولى .. أفيقي حبيبتي.... هذا مجرد إشهار لزواجكما القديم... لا تمثلي دور الخجول و"

انقطعت جملتها بآهة ألم، والتفتت بحنق إلى سؤدد التي لم تشعر بدخولها، وهتفت وهي تدلك ذراعها

"تبًا سؤدد...لماذا تقرصينني؟"

ابتسمت سؤدد قائلة بسخرية

"هل تحاولين لعب دور أخت الزوج البغيضة يا راندا؟"

أطلقت ضحكة مفتعلة

"مضحكة جدًا يا سؤدد... كنت أمزح مع زوجة أخي فقط لكن أنتِ حس الدعابة لديكِ منقرض فلم تستوعبي"

ردت بهدوء

"تركت لكِ حس الدعابة كله"

وقاطعتها بسرعة قبل أن تنطق

"أتيت لأبلغكِ أن هشام كان يريد..."

لم تنتظرها لتكمل واندفعت هاتفة

"هشام يريدني؟... لماذا لم تقولي من البداية أيتها الثرثارة؟"

واختفت تاركة سؤدد بفمها المفتوح الذي أغلقته سريعاً والتفتت إلى سديم ساخرة

"لم تدعني أكمل حتى .. لن تتغير المجنونة"

ضحكت سديم موافقة لتتابع سؤدد

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن