الفصل التاسع والخمسون (الجزء الثاني)

7.2K 244 26
                                    


جلست ملك على الفراش مطرقة رأسها فوق ركبتيها في صمت تفكر بمرارة... ما الذي فعلته بنفسها؟... ها هي أضحت حبيسة لدى عدوها... رفعت رأسها تنظر بعينيها الدامعتين حولها في إحدى غرف الطابق الثاني القريبة من غرفته هو وزوجته... عضت على شفتها وهي تهمس

"كيف ستخرجين من هذه الورطة الآن يا غبية؟"

قلبها الأحمق على العكس كان عالقاً هناك في تلك اللحظة التي أنقذها فيها منذر... لا تعرف ماذا كان سيحدث لو لم يأت في الوقت المناسب... ظنت أنّها ستموت حتماً حين أوقفها أولئك الأوغاد وحين وقعت سؤدد أمام عينيها بضربة على رأسها شعرت بالرعب ولم تسمح لها إصابتها بالهرب... لم تفكر في أحدٍ غيره وهي تصرخ باسمه مستنجدة عندما أمسكها ذلك الرجل وشدها من فوق الكرسي المتحرك... لم تعلم أنّه سيهب لنجدتها بعد ثوان من صرختها باسمه... لكنّه أتى .. أتى وأنقذها... ولم تكن المرة الأولى .. تحسست قلبها المرتجف الذي كان يعيش للمرة الألف تلك اللحظات... كانت متعبة وذاهلة... نسيت أنّه ابن عدوها... نسيت أنّه مجرم... نسيت كل شيء ولم تشعر إلا به... بالأمان الذي اجتاح كيانها وهي تنظر في عينيه وتركن إليه... نسيت العالم كله واستسلمت لشعورها وأغضمت عينيها في سلام ونامت بين ذراعيه مطمئنة... لم تفق من كل هذا إلا حين استيقظت لتجد نفسها وقد عادت للمزرعة مجددا... عادت ذكرياتها وعاد الواقع ليفرض نفسه عليها فرضا... حين فتحت عينيها مجددًا كان إلى جانبها... مضت لحظات تحاول فهم ما حولها قبل أن تشهق معتدلة بسرعة تسببت في انتزاع آهة ألم شديدة منها فأسرع هو ينهض بلهفة جعلت الأحمق بين ضلوعه يتراقص بغباء وهو يهتف

"انتبهي"

قالها وهو يجلس بقربها وكفاه أمسكتا كتفيها تمنعانها الحركة... انتزعت نفسها منه وابتعدت قليلاً بينما تراجع هو محافظاً على مسافة بينهما وسألها بخفوت

"أنتِ بخير؟... هل تشعرين بأي ألم؟"

قطبت ناظرة له وقالت بضيق

"لماذا أعدتني إلى هنا؟"

صمت وهو يتأملها ملياً بطريقة وترتها فهتف

"لماذا لا ترد؟... ألم أترك هذا المكان قبل أن..."

منحها ابتسامة جعلت قلبها يرفرف وهو يكمل جملتها المقطوعة

"عندما افتديتِني بحياتكِ؟"

أشاحت بوجهها مقطبة الحاجبين وهي تقول

"لا تفهم شيئاً لم أقصده... كنت سأفعل هذا من أجل أي شخص"

قال ساخراً

"حقاً؟"

عضت على شفتها ثم التفتت له هاتفة

"أريد إجابة على سؤالي... سبق وتركت هذا المكان ولم يكن بنيتي العودة إليه مرة أخرى .. بأي حق تخرجني من المشفى وتأتي بي لبيتك؟"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن