دفنت هاميس رأسها بين ركبتيها بينما تستند لجذع الشجرة في مكانها السري هي وسيف... شهقت بالبكاء بمرارة... آدم الذي منحته دائماً مكانة الأخ بعد زياد وازداد حبها له بعد زواجه من شقيقتها... آدم الذي ظنته أحب شقيقتها حبًا مماثلاً لحبها له وأنّه سيظل مخلصاً لها... نسيها بهذه السرعة... تزوج بأخرى وليس أي واحدة... بل بتلك المتعجرفة التي تكرهها راندا بشدة... ماذا ستقول راندا عندما تعرف؟... لقد خشيت أن تتصل بها وهي لم تخرج بعد من صدمة فقدان جنينها... كيف يفعل هذا؟... اهتز جسدها بالبكاء ولم تشعر بالخطوات التي اقتربت منها بينما تنهد سيف بأسى وهو يتأملها... لا يعرف ماذا يفعل معها... لا تزال مصرة على موقفها... يعرف كم كانت تحب شقيقتها ويؤلمها أن ترى آدم يرمي بذكراها بعيدًا ويواصل حياته كما تعتقد هي... انقبض قلبه لحالها فاقترب يجلس بجوارها هامساً
"حبيبتي تبكي وحدها هنا وأنا أبحث عنها في كل مكان"
خانتها شهقة باكية ولم تحاول رفع رأسها له، فزفر بقوة ومد يديه يجبرها على رفعه... احتضن وجهها بكفيه ناظراً لدموعها وعينيها المحمرتين وهمس بلوم
"أهلكتِ نفسكِ بالبكاء ميسا... لماذا تفعلين هذا بنفسكِ حبيبتي؟"
أبعدت يديه عن وجهها وأشاحت به... أمسك كتفيها وأدارها لتواجهه قائلاً بحزم
"هاميس... لا تتصرفي كالأطفال هكذا"
هتفت باكية
"لو كنت تراني أتصرف كالأطفال فاتركني وشأني رجاءً"
أغمض عينيه يستدعي كل صبره ثم قال بترفق
"حبيبتي... أعرف أنّكِ غاضبة لكن أرجوك... دعينا نتعامل مع الواقع بنضج أكثر"
قطبت ترمقه بغضب
"كيف تريدني أن أتصرف سيف؟... آدم وضع الجميع أمام الأمر الواقع وانتهى الأمر... جميعكم تنظرون لي على أنني طفلة حمقاء... لا تشعرون بي... ضع نفسك مكاني وأخبرني كيف ستشعر"
مط شفتيه متمتماً
"لا تنفعلي هاميس... كل مشكلة لها حل... أولاً آدم رجل ناضج ولا يحق لنا التدخل في الكيفية التي يدير بها شؤون حياته... إن أراد أن يعيش حياته مع امرأة أخرى فلا حق لنا في منعه"
هتفت بحنق
"بالطبع ستدافع عنه لأنّك رجل مثله"
رفع رأسه للسماء يزفر بنفاذ صبر وردد
"يا بنت الحلال... اهدأي قليلا... منذ بدأتِ الشك فيه وأنتِ تتصرفين بطريقة غريبة هاميس... لم أعد أعرفكِ"
عادت الدموع لعينيها وغمغمت
"ألا حق لي في الغضب منه؟... هل ستمنعونني من الحزن لأجل شقيقتي"
أخبرها برفق حنون
"حبيبتي... لا أحد يمنعكِ من هذا... فقط لا تدعي مشاعركِ تسيطر على حكمكِ على الأمور... لا أحد يملك قلبه إن وقع بالحب هاميس... آدم أحبها وكما أرى هي أيضاً تحبه... هل سنقف في طريقه ونحرمه من حبه بأنانية؟... هل كنتِ تنتظرين منه أن يترهبن بعد موت رُبى؟"
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...