الفصل الثالث والخمسون

9.3K 232 72
                                    


أنت هدوء قلبي وصخبه في آنٍ معاً.

"فرانس كافكا"

*****

فبعضي لديّ وبعضي لديك..

وبعضي مشتاقٌ لبعضي..

فهلا أتيت؟

"محمود درويش"

************************

رَنت سؤدد لهاتفها قبل أن تخفض رأسها إلى سطح مكتبها زافرةً بحرارة... لماذا لم يتصل بها حتى الآن ذلك الأحمق؟... كيف يتركها هكذا بعد كل ما حدث بينهما تلك الليلة؟... لماذا لا يطمئنها وهو يعرف جيدًا أنّها ستقلق بجنون

"تبًا لك عماد يزيدي"

مالت برأسها جانبًا ولامست صورته فوق شاشة هاتفها

"أيها الأحمق"

عادت تهمس ودموعها تترقرق

"عندما تعود سأجعلك تندم بشدة"

تحشرج صوتها وهي تتذكر يوم غادرت بيت صديقتها لتتفاجأ بانصراف رامز وتوقفت مصدومة برؤية عماد يقف بجوار سيارتها بابتسامة جعلت قلبها يخفق بقوة... اقتربت منه قائلة بدهشة

"أنت هنا؟... أين ذهب رامز؟"

اعتدل قائلاً بحنق مفتعل لكنّه لم يخف غيرته

"كيف تجرؤين على السؤال عن رجلٍ آخر في وجودي؟"

قاومت ابتسامتها ورفعت حاجبها بعجرفة مصطنعة

"إنّه حارسي الشخصي... من الطبيعي أن أسأل عنه"

تحركت نحو باب سيارتها فقطع طريقها ومال نحوها، لتتراجع ناظرة حولها بارتباك

"تعقل عماد وابتعد عني... نحن بالشارع"

مال أكثر ليحمر وجهها وهي تبتعد قليلاً

"إذن... لو كنا بمفردنا لن تمانعي؟"

اتسعت عيناها من وقاحته وهتفت وهي تزيحه جانبًا

"يا لك من وقح... ابتعد عن طريقي... لا وقت لدي لوقاحتك هذه"

ضحك وهو يستقل المقعد المجاور لها فتنهدت منطلقة بالسيارة

"إلى أين حبيبتي؟"

ردت بهدوء مفتعل تداري صخب نبضاتها

"إلى البيت"

استرخى في مقعده مبتسماً

"جيد... أوقظيني حين نصل"

رمقته بحنق ثم مالت بسيارتها جانبًا لتوقفها

"أنا عائدة لبيتي أنا"

تمتم دون أن يفتح عينيه

"لا بأس... أنا ذاهب معكِ على أية حال"

ازدادت تقطيبتها ورددت

"ما الذي يحدث معك؟... لماذا أنت هنا أصلاً؟"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن