الفصل الأربعون (الجزء الأول)

7.7K 244 28
                                    

دوت الصفعة في الغرفة شبه المعتمة وهي تهوي على خد أحد الرجال المقيدين ليهتف متوسلاً

"أقسم لا أعرف شيئاً، أخبرتكم ما أعرفه... أقسم أنا لا أعرفه... لم أره في حياتي"

أمال منذر رأسه مشيراً لرجاله بالتوقف وتطلع من مكانه في الظل إلى الرجال المقيدين والذين تمكن رجاله من الإمساك بهم بعد اعتراضهم لإطلاق النيران... لقد وصلوا في الوقت المناسب ليمنعوا خطة سامر الحمقاء... ذلك الوغد تمادى في جنونه وهو لن يحتمل أكثر... بالتأكيد هي الآن تعتقد أنّه وراء محاولة قتلها... كان متأكدًا أنّ ذلك الملعون سيسبب له مشاكل أكثر مما يحتمل الوضع... لن يمر الأمر دون تدخل الشرطة وذلك الضابط شريف بالذات مهتم بأمر سؤدد وكان مكلفاً بتأمين والدها... لن يترك ما حدث دون تحقيق شديد... لا بأس... لن يجد دليلاً ضده هذه المرة أيضا... رجاله تمكنوا من اختطاف كل من تورط في الهجوم واختفوا بسرعة قبل قدوم الشرطة، وحتى من أصابتهم سؤدد وصلوا إليهم واقتادوهم مصابين... ابتسم بتسلٍ وهو يفكر فيها... لم تخب ظنه أبدا... لطالما عرف أنّها امرأة خطرة... تنفس بعمق وابتسامته تختفي ونهض ليتحرك بخطوات بطيئة ونظرات باردة بعثت الرعب في قلوبهم قبل أن يقول

"لا زلتم مصرين على الصمت... لا بد أنّكم لم تستوعبوا بعد مع من تتعاملون... قلت أنني أريد مكان ذلك الوغد وإلا فحياتكم جميعاً هي الثمن"

ردد أحدهم بتهالك

"أقسم لك سيدي... نحن فقط ننفذ المطلوب من العميل... لا نتعامل معه بشكل مباشر... لا نعرف مكانه أو شكله"

قبض كفه وأشار لأحد رجاله بالاقتراب ليأمره بصرامة

"تأكدوا من كلامهم جيدا... لن يغادروا المكان حتى تهدأ الأوضاع... لا أريد أن يقعوا في قبضة الشرطة، مفهوم؟"

أومأ بتأكيد ليتابع منذر بجمود

"وذلك الأحمق سامر اليزيدي... ستبحثون عنه تحت كل حجر في البلد إن لزم الأمر وتحضرونه لي"

"أمرك سيدي"

ألقى نظرة أخيرة عليهم وتحرك ليغادر... لم يكد يركب السيارة ذات النوافذ المعتمة حتى نظر لوجهه في المرآة بتأفف يتأمل تنكره... كم يكره هذا لكنّه مضطرٌ حتى تنتهي لعبته... قطب يركز أفكاره على ما حدث... لولا أنّ جاسوسه وسط رجال سامر أخبره بخطته الحمقاء لاعتقد أن والده فقد عقله وقرر إزاحتها عن الطريق ليؤدب عماد اليزيدي كما قال... تنفس بقوة والتقط هاتفه ليتصل بأحد الأرقام وانتظر حتى أتاه الرد ليقول ببرود

"مرحبًا سيدة ليلى .. كيف حالكِ؟"

أتاه صوتها بنبرة لم تنجح في إخفاء القلق منها

"ماذا تريد يا ابن توفيق؟"

ضغط على أسنانه وتحكم في غضبه بصعوبة ليقول بصرامة

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن