التقط منذر هاتفه فور أن سمع تنبيه الرسالة وقطب بقلق وهو يطالع الصور التي أرسلها رجله ليكز على أسنانه ضاربًا على مكتبه بقوة وهتف
"تلك الغبية... ماذا تعتقد أنّها تفعل؟"
إلى أي مدى ستخاطر بحياتها تلك الحمقاء؟... تبا... لماذا يشغل نفسه بها أصلاً؟... لقد ذهبت للجحيم بقدميها... بعد كل ما فعله ليبعدها عن خطر والده وليقنعه أنّها توقفت عن النبش خلفهم بعد إصابة زميلها، تذهب الآن للخطر بقدميها... ضرب رقماً بسرعة وانتظر حتى سمع صوت محدثه ليقول بصرامة
"اسمع... واصل مراقبتك لها جيدا... أريد أن أعرف ما الذي سافرت لتفعله هناك... لا تجعلها تغيب عن عينيك وحاول إبعادها بقدر استطاعتك عن الخطر... حسناً سأنتظر الأخبار"
أغلق الهاتف زافراً بحنق... ما الذي تفعله بنفسها؟... توفيق لن يتركها وشأنها لو ثبت له أنّها ما زالت تبحث خلفهم... لن يرحمها وهو سبق وحذرها تلك العنيدة لكنّها لا تصغي أبدا... تراجع في مقعده متنهدًا وهو يتذكر رد فعل والده حين عرف بشأنها أول مرة... كيف تألقت عيناه بنظرة يعرف معناها جيدا... كان يجب أن يعرف أنّه يتسلى بها ويراقب لعبتها باستمتاع صياد لعين... ما الذي عليه فعله الآن؟... عاد يلتقط الهاتف ويتطلع للصور وتركزت عيناه على حارسها ليبتسم
"ربما ليس عليّ فعل شيء في النهاية... هو سيعرف كيف يحميها جيدًا"
هز رأسه متخيلاً رد فعل ليلى لو أخبرها ما يعرفه عن ابنها الأكبر... منذ عرف بوجوده قرب سؤدد وفهم خطته وهو يقاوم رغبته في صفع ليلى بما يفعله ابنها العزيز الذي من الواضح أنّه تخلى عن انتقامها وغارق حتى أذنيه مع ابنة عمه الحبيبة... لا بد أنّها تعرفه جيدًا ولهذا وضعت خططاً جانبية مع ابنها الآخر... ذلك الأحمق.
اتسعت ابتسامته وعيناه تتوقفان على وجه سؤدد... يتمنى رؤية رد فعلها حين تكتشف ما غفلت عن رؤيته طيلة الفترة السابقة وتعرف حقيقة حارسها... سيكون مشهدًا يستحق الرؤية، لكنّه للأسف ربما لا يحالفه الحظ أبدًا برؤيته... استرخى في مقعده مغمضاً عينيه... حسناً، ربما كل ما عليه فعله الآن هو مراقبة الأمور فحسب ومن يدري ربما يتدخل إن احتاج الأمر تدخله... فتح عينيه على رنين هاتفه والتقطه ناظراً ببرود لاسم المتصل... زفر وهو يستقبل المكالمة ليأتيه صوتها الناعم ليزيد ضيقه ويذكره بما هو مضطر لفعله
"مرحبًا حبيبي... اتصلت لأذكرك بحفل الليلة... لا زلنا على موعدنا، صحيح؟"
تمتم بهدوء
"لا تقلقي أنا لم أنس... سيمر السائق ليأخذكِ في تمام الثامنة... كوني مستعدة"
رددت بدلال مستفز لأعصابه
"لكن حبيبي... لماذا لا تقلني بنفسك؟... لا أحب فكرة"
قاطعها بنفاذ صبر
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Любовные романыنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...