الفصل الثامن والثلاثون

7.1K 237 46
                                    

ابتسمت سديم وهي تضم رفيف الجالسة على ركبتيها تحمل دميتها حمراء الشعر تقص عليها كيف اشتراها سيف من أجلها... تأملت الدمية بأسى بينما الصغيرة تخبرها بسعادة كم تحب دميتها هذه لأنّها تشبهها... مالت تقبل خدها بحنان متمتمة بحب

"وأنا أحبكِ أكثر دميتي"

ارتفع صوت هاميس تهتف

"روفي تعالي هنا حبيبتي... أريدكِ"

تنهدت بقلة حيلة وهي تنظر لها لتشيح هاميس وجهها مقطبة فابتسمت بتفهم ومالت تقبل الصغيرة قائلة بحب

"اذهبي للخالة هاميس وسنلعب معاً كما تريدين في المساء"

التفتت تسألها بحماس

"وستقصين عليّ حدوتة قبل النوم؟"

"طبعاً حبيبتي"

نهضت من على ركبتيها ومالت تقبل خدها مرددة بطفولية لذيذة

"روفي تحبكِ كثيراً"

ضحكت قائلة بحب

"وسديم تحبكِ أكثر يا روفي"

بادلتها ضحكتها وتحركت قافزة نحو خالتها التي رمقتها بتجهم قبل أن تمسك كف الصغيرة وتحركت مبتعدة عن الشرفة... تنهدت سديم بقوة وعادت تتطلع خارجًا بقلق تترقب عودة آدم الذي لم تستطع الوصول إليه وكل دقيقة تمر تثير قلقها أكثر... همست لنفسها بتوتر

"سيكون بخير... لا بد أنّه بخير"

حاولت التفكير في شيء آخر يبعد مخاوفها لتشرد في حديثها مع سؤدد... قلبها انقبض بقلق وهي تفكر فيما تسعى إليه... هل تكون مخطئة لو ساعدتها؟... لقد سعت طيلة عمرها للانتقام وتعلقها بالماضي أوقعها بمستنقع أسود لم تغادره بسهولة... تمسكها بهذا الانتقام سيؤذيها أولا... حاولت عبثًا إقناعها بهذا رغم تفهمهما لموقفها فهي نفسها مرت به... لديها شعور آخر أنّ سؤدد لم تخبرها بكل شيء... ذلك الجرح والغضب المكبوت داخلها سببه شيء أكبر... شيء بشع يشعل جمرة الانتقام داخلها بهذا العنف... عاد السؤال يتردد داخلها... هل ستندم لو ساعدتها؟... لو استسلمت هي الأخرى لوسوسة شيطانها الذي يخبرها أنّ عليها غلق دفاتر الماضي بعد دفع كل الديون... هزت رأسها مرددة

"لا... هذا ليس جيدا... لا بد أنّ يعرف آدم بالأمر قبل كل شيء"

انتبهت على صوت سيارة تدخل القصر فأسرعت لتنظر من الشرفة، وتألقت عيناها براحة وهي تلمح آدم... تحركت بسرعة نحوه وقطبت بقلق عندما رأته يتحرك بشرود وملامحه لا تبشر بخير... بدا متعبا... متألماً وغاضبًا بطريقة ما... انقبض قلبها أكثر وهي تلحق به... لم يسمع نداءها وهو يدخل للقصر وأسرعت تتبعه متسائلة بجزع... ماذا حدث؟... هل وجد سامر حقاً؟... هل آذاه ذلك الوغد بأي طريقة؟... اندفعت صاعدة إلى غرفتهما التي اتجه إليها بشرود غافلاً عما حوله... جلس على الفراش ويده تنقبض بشدة على المظروف الذي نظر إليه بعينين مسودتين وهو يستعيد اندفاعه للمكان الذي يختبئ فيه سامر... لم يهتم لغضب عاصي وهو يحدثه على الهاتف... لم يكن ينوي التهور أو فعل شيء جنوني بتأثير الغضب... ضرب على الفراش بقبضته شاتماً بقهر

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن