حل عماد أزرار قميصه ببطء بينما يقف أمام المرآة في غرفته بالفندق الذي نزلا فيه لتوهما... زفر مزيحًا القميص ليكشف عن جسده... تحسس مكان أثر جرحه القديم وتنهد مستعيدًا نظرات سؤدد الذاهلة وهي تحدق في مكان الأثر الخالي... كان يعرف أنّها قد لمحت الجرح في المشفى وأنّها لن تُفوّت الأمر دون شكوك أو أسئلة... لا بد أنّها تذكرت الحادث القديم... من الجيد أنّه تنبه للأمر وتمكن من إخفائه قبل أن تسأله عنه... ابتسم وهو يخلع قميصه ويلقيه جانبًا وبدل ثيابه، ليتحرك بعدها ويرتمي على الفراش بتعب... أغمض عينيه يسترجع اليوم التالي لخروجه من المشفى حين أتت إلى غرفته لتخبره أنّ جاك سيحضر بعد قليل ليقابلهما... لمح التوتر في عينيها ونظراتها المختلسة ورغبتها التي لم تستطع مقاومتها كثيراً وهي تسأله بنبرة تدعي اللا مبالة
"كيف حالك اليوم؟... هل تشعر بأي ألم أو أعراض جديدة؟"
رد بابتسامة وهو يهز رأسه نفياً
"أنا بخير شكراً لاهتمامكِ"
ابتسم عندما عضت على شفتها وصمتت لوهلة قبل أن تعاود الحديث بنفس النبرة
"يبدو أنّها ليست أول مرة تُصاب... بالنظر لمجال عملك أعتقد أنّك تعرضت للكثير من الإصابات المماثلة، صحيح؟"
تأملها بتدقيق دفع الدم لخديها وزادها توتراً ليبتسم مجيبًا بغموض
"تقريبًا"
لمح نظراتها المختلسة نحو أثر جرحه القديم بينما تتمتم بفضول وتوتر
"من الواضح أنّك فعلت... ذلك الجرح... هل كان إصابة عمل قديمة أم.."
قطعت جملتها متنفسة بتوتر وكتم ابتسامته بصعوبة... يمكنه من مكانه أن يشعر بنبضات قلبها المتسارعة بينما تنتظر إجابته التي أسرع يمنحها إياها بنفس الغموض
"أي جرح؟"
قطبت وهي تشير نحوه
"ذلك الجرح المائل الممتد من أسفل صدرك وحتى بطنك"
كان يعلم أنّها لم تر الجرح كاملاً حين انكشف جزء بسيط منه، لكنّها وصفت جرحه تماماً كما تتذكره... رفع حاجبيه بدهشة مفتعلة
"لا أعرف عما تتحدثين حقا... أنا لا أملك جرحًا كهذا في جسدي"
هتفت وهي تقف
"لا تكذب... لقد رأيته بعينيّ"
ابتسم بهدوء
"لماذا تنفعلين هكذا؟... لماذا سأكذب بشأن شيءٍ كهذا؟... لا أملك جرحًا كالذي وصفتِه... لا بد أنّكِ توهمتِ الأمر"
ازدادت تقطيبتها وهي تتمتم من تحت أسنانها
"يا الله.. لا أصدق أنّك تكذب بهذه الصفاقة و"
قطعت جملتها وتراجعت بتوتر حين نهض واقفاً وحدقت فيه بدهشة تحولت لانتفاضة فزعة وتراجعت أكثر
أنت تقرأ
سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر) (قيد المراجعة)
Romanceنظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة وحتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها وأصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة، لكنّها فش...